كشفت مصادر إعلامية مطلعة، أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يقوم بعمل محادثات مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أجل نقل قاعدة إنجرليك الجوية الأمريكية من تركيا إلى الإمارات.

وبحسب ما قالت تلك المصادر ونقل عنها موقع “تاكتيكال ريبورت” المهتم بشؤون الاستخبارات الدولية، فإن محادثات ابن زايد تهدف إلى تقوية العلاقات الإماراتية مع الدولة الأمريكية “العميقة” كما وصفت، والتي يعتبرها ابن زايد الطريق لوضع أبو ظبي مصالحاه الإستراتيجية فوق كل الاعتبارات الأخرى، بما في ذلك العلاقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وفي السياق ذاته، جاءت التطورات الإماراتية الخاصة بتوقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، وكذلك تحركات أبوظبي في ليبيا وشرقي البحر المتوسط، بحسب المصادر.

وفي الوقت ذاته، تخطط الإمارات لمشاريع اقتصادية وعسكرية إستراتيجية بالتعاون مع البنتاجون والمؤسسات الاقتصادية والمالية الأمريكية الكبرى على ساحل اليمن الجنوبي وفي عدة جزر يمنية، بما في ذلك سقطرى.

ووفق ذلك فإن “محمد بن زايد” لن يقوم بتقديم أي تنازلات سياسية لأي شخص أو كيان ما، ولا حتى لـ”ترامب” نفسه، طالما لم تكن هذه التنازلات في إطار مصالح الإمارات الاستراتيجية سالفة الذكر.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد توعد مرارا بإنهاء التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة “إنجرليك”، التي تشير تقارير إلى احتوائها رؤوسا نووية أمريكية.

وحول ذلك، صرح عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري “رون جونسون”، في 13 سبتمبر الجاري، بأن الإدارة الأمريكية تدرس نقل قواتها من “إنجرليك”، بسبب سياسات أنقرة “المقلقة” بمنطقة شرقي البحر المتوسط، وفقا لما نقلته صحيفة “واشنطن إجزامنر”.

يُشار إلى أن سلاح الجو الأمريكي يستخدم القاعدة، الواقعة بجنوب تركيا، في إطار مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.

وكان الرئيس التركي قد هدد مرارا بإنهاء التواجد العسكري الأمريكي في القاعدة، التي تشير تقارير إلى احتوائها رؤوسا نووية أمريكية.

فيما لم يصدر على الفور تعليق رسمي من واشنطن أو أنقرة بشأن مزاعم “جونسون”، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” قام مساء السبت بعمل زيارة خاطفة إلى قبرص اليونانية، وأطلق من داخلها تصريحات أعرب فيها عن القلق إزاء سياسات تركيا في شرقي البحر المتوسط، مطالبا بحوار ينهي النزاع بين حلفاء بلاده في المنطقة.

إلا أن تركيا تعتبر أنها بصدد محاولات لمحاصرتها ومنعها من حقوقها في المتوسط، وهي التي تتمتع بأطول شواطئ مطلة على مياهه في شطره الشرقي، فيما تزعم أثينا سيادتها على مساحات كبيرة قبالة البر التركي بالنظر إلى تواجد العشرات من الجزر اليونانية المنتشرة في تلك المياه.

المصدر: وطن