الحكم بالسجن 3 سنوات على الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي .. ما أسرار علاقته بالعقيد معمر القذافي والخمس الممرضات وحقن الإيدز؟؟

القذافي ساركوزي

2021-03-01أ£ الساعة 05:05م

أصدرت محكمة فرنسية، اليوم الاثنين، حكما يدين رئيس البلاد الأسبق، نيكولا ساركوزي، بالسجن ثلاث سنوات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ، وذلك عقب إدانته بتهم فساد.


وبحسب مراسلة "سكاي نيوز عربية"، فإن هذا الحكم كان بمثابة مفاجأة لأن الأوساط الفرنسية لم تكن تتوقع إدانة نيكولا ساركوزي، فيما كان الادعاء العالم قد طالب بعقوبة من 4 سنوات حبسا.

اقراء ايضاً :

وبما أن العقوبة تشمل عاما موقوف التنفيذ من السجن، فإن النقاش جار مع المحكمة في باريس بشأن الطريقة التي سيقضي بها ساركوزي سنة السجن.

ويعد ساركوزي أول رئيس في تاريخ فرنسا يدخلُ قفص الاتهام في المحكمة، بينما كانت محاكمة الرئيس السابق، جاك شيراك، قد جرت بطريقة مغايرة، فلم يحضر إلى قاعة المحكمة.

 وتمت ملاحقة ساركوزي بتهمة محاولة رشوة قاض، عن طريق محاميه، فأغراه بمنصب إداري مقابل الحصول على معلومات بشأن قضية يتابع فيها الرئيس الأسبق أمام القضاء.

وتبعا لذلك، فإن المحكمة أصدرت، يوم الاثنين، حكما على ثلاثة أشخاص هم الرئيس الأسبق ساركوزي والمحامي والقاضي الذي كانت ثمة محاولة لرشوته.

وشوهد الرئيس الفرنسي الأسبق وهو يخرج من قاعة المحكمة، عقب صدور قرار بإدانته بسنة من الحبس النافذ وسنتين موقوفتي التنفيذ.

ويشكل هذا الحكم ضربة لساركوزي وحياته السياسية، كما تؤثر أيضا على "معسكر اليمين" الذي يراهنُ على الانتخابات الرئاسية المقبلة في السنة المقبلة.

وتعود قصة الصداقة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى العام 2005، عندما ساركوزي زار طرابلس في أكتوبر/تشرين الأول 2005 للتعرف على الزعيم الليبي.

وكان ساركوزي في ذلك الحين وزيرا للداخلية في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، كما أنه لم يخف طموحاته بالترشح للرئاسة، وكان الحديث الرسمي عن الزيارة بأنها ستبحث محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

وعبر السفير الفرنسي السابق بليبيا جان لوك سيبيود عن استغرابه من استقبال القذافي لساركوزي في الصباح، لأنه ووفقا لكلام السفير لا يستقبل الضيوف إلا بعد الظهر أو مساء، وأرجع ذلك إلى أن الأخبار المتداولة حينها كانت تشير إلى إمكانية فوز ساركوزي برئاسة فرنسا.

كما روت الدبلوماسية الليبية بعهد القذافي زهرة منصور عن حديث الزعيم الليبي لها حين أكد لها أنه في حال فاز ساركوزي بالرئاسة في بلاده فإن العلاقات بين البلدين ستشهد تحسنا كبيرا، كما أخبرها فيما بعد أن فرنسا باتت صديقا مقربا لليبيا.

وكان القذافي الذي نصب نفسه ملك الملوك مستندا للوفرة المالية التي يمتلكها يخشى أن تقف فرنسا أمام طموحه في التوسع في القارة السمراء، كون علاقته بالرئيس جاك شيراك في قمة البرود، وقد كلف بذلك أحد أبناء عمومته بإدارة العلاقات مع فرنسا، كما أن القذافي وجد ضالته في الوزير الفرنسي الطموح.

وأكد أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي ومستشاره أن الهدف من فتح العلاقة مع ساركوزي هو خشية ليبيا من أن تقف فرنسا أمام تحقيق الولايات المتحدة الأفريقية، كما أنهم رأوا أن الرئيس الفرنسي الجديد يتمتع بالصدق، ويسعى لتصحيح أخطاء بلاده تجاه أفريقيا، مشيرا إلى وجود تبادل منافع بينهم وبين ساركوزي في العديد من القضايا.

وفور فوز ساركوزي بمنصب الرئاسة في فرنسا أطلق وعدا بإنشاء تكتل يحمل اسم "الاتحاد المتوسطي" والذي يجمع كل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط في تكتل سياسي واحد، وقد عمل على إقناع كل دول المنطقة على قبول الانضمام لهذا التكتل، وكان يرى في الزعيم الليبي خير سند لهذه الفكرة.

لكن القذافي وبعد احتجاز 5 ممرضات بلغاريات أثار الرأي العالمي بسبب التعذيب الذي تعرضن له قبل الحكم عليهن بالإعدام في قضية حقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز، وحاول الاتحاد الأوروبي إقناع الليبيين بالعدول عن قرارهم لكنهم فشلوا.

غير أن ساركوزي نجح فيما فشل به الآخرون، حيث أقنع القذافي بالإفراج عن الممرضات، مستغلا رغبة القذافي بالعودة للساحة الدولية عبر زيارة إلى أوروبا، لذلك حصل على وعد بزيارة فرنسا مقابل الإفراج عن الممرضات.

وذهب ساركوزي إلى ليبيا حيث حظي باستقبال باذخ هناك، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، منها اتفاقيات دفاعية تشمل تدريب الجيش الليبي وتطوير سلاحه، كما اشترت ليبيا منظومة مراقبة الإنترنت واستخدمتها في تعقب المعارضين.

وسعى ساركوزي كسب ود القذافي من أجل تمرير مشروع الاتحاد المتوسطي، لكن القذافي لم يبد أي حماس، وكان مهتما بشراء السلاح، وحصل القذافي على بطاقة دعوة لزيارة باريس وتم نصب خيمة له في ملحق لقصر الإليزيه.

ووفقا للأعراف الدبلوماسية الفرنسية، فإن الزيارات الرسمية تكون 3 أيام، غير أن القذافي طلب أن تمدد حتى 7 أيام للاستمتاع بها، وقد قام بجولة في العديد من الأماكن في فرنسا، غير أن هذه الزيارة كانت شاهدا على بدء التدهور في العلاقات بين الزعيمين.

ومنذ ذلك الوقت استمرت العلاقة بين القذافي وساركوزي في تدهور حاد حتى فبراير/شباط 2011 عندما أعلن الرئيس الفرنسي تأييده للثورات التي طالت العديد من الدول كانت من بينها ليبيا، كما طالب من تركيا برحيل القذافي بعد أن أطلق النار على شعبه، وحاول ساركوزي إنقاذ سمعته بسبب علاقته السابقة بالدكتاتور فقام باستقبال المجلس الوطني الليبي.

كما قام بحشد القوى الدولية وتكوين تحالف مهمته التخلص من القذافي، وكان يتابع سير المعارك في كل القرى الليبية حتى حفظ أسماء العديد منها، لكن الزعيم الليبي لم يصمت وكشف عن دعمه للرئيس الفرنسي حتى يصل إلى السلطة، وأرجع العديد من المحللين أن الوضع تحول إلى عداء شخصي حتى غارات المقاتلات الفرنسية على موكب القذافي قبل أن يجهز عليه الثوار الليبيون.

الأكثر زيارة