قرار عسكري مفاجئ من ترامب تجاه إسرائيل وإيران ودول الخليج .. وبوادر تنذر بحرب كبرى عالمية

ترامب

2021-01-17أ£ الساعة 09:42ص

في قرار قد يكبل به السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أصدر دونالد ترامب في أيامه الأخيرة بالرئاسة قراراً يقضي بضم إسرائيل إلى القيادة العسكرية الوسطى في الشرق الأوسط، عكس ما كان معمولاً به سابقا عندما كانت تابعة للقيادة الأميركية في أوروبا.

القرار الذي حصلت عليه صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل الإعلان عنه رسميا يأتي في سياق ضغوط مارستها مجموعات موالية لإسرائيل كانت تدعو منذ وقت طويل إلى تشجيع التعاون العسكري لمواجهة الخطر الذي قد تشكله إيران بالنسبة للمنطقة.

اقراء ايضاً :

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن الخطوة تعني أن القيادة المركزية الأميركية ستشرف على رسم سياسات عسكرية ستشمل كلا من إسرائيل والدول العربية، ما يشكل انتقالة نوعية عما كان معمولاً به طيلة عقود طويلة. وأضافت "وول ستريت جورنال" أن الخطوة تندرج كذلك ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب في أيامها الأخيرة لرسم ملامح أجندة الأمن القومي التي سيرثها بايدن، موضحة أن القرار اتخذه ترامب قبل أيام لكن لم يعلن عنه رسمياً بعد.

وفي التفاصيل، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن الإشراف العسكري الأميركي على إسرائيل كان يقع على عاتق القيادة الأوروبية، وقد مكن ذلك الترتيب الجنرالات الأميركيين العاملين في الشرق الأوسط من التعامل مع نظرائهم العرب من دون أن تكون لهم ارتباطات وثيقة بإسرائيل.

وأضافت أنه في أعقاب اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل أخيرا مع دول عربية "زادت الجماعات الموالية لتل أبيب من ضغوطها لدفع القيادة المركزية لتحمل مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط التي تشمل إسرائيل، وذلك لتشجيع تعاون أكبر بين إسرائيل وجيرانها العرب"، وفق الصحيفة.

وبموجب القرار، تورد الصحيفة، فإنه يمكن لقائد القيادة المركزية، الجنرال فرانك ماكنزي، الذهاب إلى السعودية والإمارات وإسرائيل وزيارة من يشاء ضمن دائرته الموسعة حديثا.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن "المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي"، الذي يعد من أنشط مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل ويدعم التعاون العسكري الوثيق بين تل أبيب وواشنطن، مارس ضغوطا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي من أجل تبني القرار بدعوى دعم الاصطفاف الجديد بين إسرائيل ودول عربية في مواجهة إيران.

وفي تعليق على القرار، قال الجنرال المتقاعد والقائد السابق للقيادة المركزية، أنطوني زيني، في تصريح للصحيفة، إنه التوقيت الصحيح للقيام بذلك، ثم أضاف: "قد نرى بلدانا عربية أخرى تعترف بإسرائيل، وبالتالي فإنه من المنطقي جعلهم تحت قيادة أميركية موحدة".

وتابع قائلا: "سيجعل ذلك التعاون الأمني يسير على نحو أفضل. هذا الأمر كان سيبدو غير منطقي في الماضي لأنه كانت هناك حالة غير ثقة كبيرة. لقد كانت هناك مخاوف من أنه في حال كانت إسرائيل ضمن القيادة المركزية، سيتم تشارك معلومات استخباراتية حول الدول العربية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

 قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، السبت، إنّ قرار الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات، دونالد ترامب، ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي، "سيفضي إلى تداعيات إقليمية مهمة". 

وأشارت إلى أنّ ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي "ينطوي على أهمية استراتيجية، على اعتبار أن هذه القيادة مسؤولة عن إدارة الحرب العالمية على الإرهاب، بما في ذلك العمليات في العراق، سورية، أفغانستان، والخليج".

وبحسب الصحيفة، فإنّ ترامب أقدم على هذه الخطوة بهدف جمع الدول التي تواجه "عدواً مشتركاً" في إطار واحد، لا سيما بعد التوصل إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة مع الإمارات والبحرين.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن إسرائيل كانت ضمن نفوذ قيادة الجيش الأميركي في أوروبا، لافتة إلى أن دور إسرائيل في منطقة عمليات القيادة المركزية كان يواجَه بالرفض من قبل شركاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية، وهو ما كان يجعل من الصعوبة على الولايات المتحدة استضافة جنرالات إسرائيليين إلى جانب نظرائهم العرب.

وأضافت الصحيفة أن دعوات انطلقت منذ سنين لـ"إصلاح هذا الخلل التاريخي"، وإلحاق إسرائيل بمناطق عمليات القيادة المركزية، والتي تتخذ من الخليج مقراً لها.

وتوقعت الصحيفة أن يتواصل التعاون العسكري الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، مشيرة إلى أن الجنرال لويد أوستن، الذي رشحه بايدن لتولي منصب وزير الدفاع في الإدارة الجديدة، معروف بعلاقاته الوثيقة مع الجنرالات الإسرائيليين، لا سيما مع وزير الأمن الحالي بني غانتس.

وعدّت الصحيفة تطور التعاون "العملياتي" بين إسرائيل والدول الخليجية، أحد التداعيات المحتملة لضم تل أبيب إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي. 

وذكّرت بأنّ قرار ترامب، ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية، سبقته دعوات للقيام بهذه الخطوة صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن الجنرال مايكل ماكوفسكي، رئيس "المعهد اليهودي الأميركي للأمن القومي"، والجنرال تشارلز وولد، النائب السابق لقائد قيادة الجيش الأميركي في أوروبا.

واقتبست الصحيفة ما جاء في تقرير صادر عن "المعهد اليهودي الأميركي للأمن القومي"، الذي جاء فيه أنّ: "اتفاقات إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين تبشّر بتعاظم التعاون بين إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن الخطوة القادمة تتمثل في ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية.

الأكثر زيارة