ما هو أقصى عمر يمكن أن يعشيه الإنسان؟

2024-01-04أ£ الساعة 08:30ص (بويمن- متابعات)

 

تعتبر السيدة الفرنسية “جين كليمنت” أكثر إنسان عاش على الأرض وتم توثيق عمرها في الأوراق الرسمية، إذ كان عمرها 122 عاماً و146 يوماً عندما توفيت في عام 1997، ومنذاك الوقت لم يسجل يتخطى أقصى عمر 120 عاماً، بحسب كتاب غينيس للأرقام القياسية.

اقراء ايضاً :

ما هو أكثر عمر ممكن أن يعيشه الإنسان، ولماذا لا يمكنه العيش أكثر من ذلك في ظل الرعاية الطبية المتقدمة وكذلك الأبحاث التي تدرس الشيخوخة وتحاول تأخيرها.

فيما يعتمد البعض على الصوم وتقليل السعرات الحرارية كطرق طبيعية لإمداد العمر بأكثر قدر ممكن من السنوات، وقد يلجأ البعض لتناول المكملات الغذائية واستبدال الدم وزراعة الخلايا الجذعية في سبيل العمر المديد.

وفي دراسة جديدة نشرتها مجلة “Nature” العلمية التي توقعت الحد البيولوجي الذي يستطيع جسم الإنسان أن يعيشه وحصرته بـ 150 عاماً.

واستخدم الباحثون النمذجة الرياضية للتنبؤ بأنه بعد 120 إلى 150 عاماً، يفقد الجسم تماماً قدرته على التعافي من ضغوط مثل المرض والإصابة، مما يتسبب بالنهاية إلى الوفاة.

وفي تحقيق خاص قام مجموعة من العلماء في تتبع بيانات ضخمة من تعداد الدم الكامل من داخل قاعدة بيانات NHANES الشاملة في أمريكا وبريطانيا وروسيا، وبالتحديد بلغ العدد 500 ألف شخص، وهي معلومات حول عدد خلايا الدم وغيرها من المعطيات.

ودمجوا هذه المتغيرات في معادلة واحدة اسموها “مؤشر حالة الكائن الحي الديناميكي” “DOSI”، ثم نظروا في كيفية تغير ذلك مع تقدم العمر.

وتعتبر هذه المقاربة مختلفة مع الأبحاث السابقة التي استخدمت في التنقيب عن البيانات للعثور على ساعات الشيخوخة في مستويات بروتينات الدم.

ونظر الباحثون في رقمين تم جمعهما من اختبارات الدم لثلاث فئات عمرية مختلفة: نسبة نوعين مختلفين من خلايا الدم البيضاء المقاومة للأمراض. وقياس التباين في حجم خلايا الدم الحمراء.

على مدار 10 سنوات من المتابعة كانت معادلة “DOSI” جيدة إلى حد ما في التنبؤ بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر.

ومن المثير للاهتمام أن مؤشر DOSI الأساسي كان مرتفعاً في الأشخاص الذين انخرطوا في سلوكيات “تقصير الحياة” مثل التدخين والكحوليات، ومن ثم قام الباحثون باستقراء بيانات DOSI بعدة طرق مختلفة وتوصلوا إلى أن معدل 150 سنة هو الحد الأقصى.

ويشير القرب من النقطة الحرجة التي تم الكشف عنها في هذا العمل إلى أنه من غير المتحمل تحسين الحد الظاهري لعمر الإنسان من خلال العلاجات التي تستهدف أمراضاً مزمنة أو متلازمة الضعف وبالتالي، لا يمكن الوصول لتحسن كبير في الحد الأقصى للعمر، وبالتالي إطالة العمر بشكل قوي من خلال الوقاية من الأمراض أو علاجها دون اعتراض عملية الشيخوخة.

وهي التي تعتبر أنها السبب الجذري للخسارة الكامنة في القدرة على الصمود لذلك فإن تطوير نموذج الشيخوخة المقدم في هذا العمل يعد خطوة نحو عرض تجريبي للعلاج الثوري الذي يطيل العمر.

عمر مديد بلا صحة مديدة
ولطالما وجدت الرغبة في الكشف عن أسرار الخلود، حيث يقول أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة “إلينوي” الواقعة في ولاية “شيكاغو” الأستاذ “إس جاي أولشانسكي”، إن العمر الطويل ليس هو نفسه المدى الصحي الطويل.

ويوضح الأستاذ لمجلة “Scientific American”: “لا ينبغي أن يكون التركيز على العيش لفترة أطول ولكن على العيش بصحة أفضل لفترة أطول”.

بدورها قالت مدير مركز “جامعة ديوك” لدراسة الشيخوخة والتنمية البشرية “هيذر واتسن”: “ليس الموت هو الشيء الوحيد الذي يهم، هناك أشياء أخرى، مثل جودة الحياة، تبدأ تهم صاحبها أكثر فأكثر عندما يبدأ بفقدانها”.

وتقول إن الموت الذي تمت محاكاته في هذه الدراسة “هو الموت المطلق النهائي. والسؤال هو: هل يمكننا إطالة العمر دون إطالة الوقت الذي يكون فيه الناس في حالة هشاشة؟”.

الأكثر زيارة