2021/08/28
  • #الجرادي_الأخير
  • اشعر بشديد الألم عندما اشاهد ابني الأصغر ذي الاثنى عشر عاماً، وهو مفعم بالامل والطموح والحيوية ، معتز بيمنيته ، يرى أننا من اعظم شعوب الارض ، وان اليمن دُولَة ذات حضارة وشأن جديرة باحتلال مكانها بين الكبار مُستدلا بعراقة موروثنا الحضاري .
    غير ان حزني يتفاقم كوني اعلم مدى بشاعة الواقع، فهو لن يتلقى تعليم رأق او صحة جيدة، وعند تخرجه لن يجد وظيفة، وانه يقف على بعد خطوة مَن المجاعة كمعظم اليمنيين، وستتحطم أماله على صخرة الواقع والظلم والاستبداد والتفرقة ؟
    اتخيل شكله وهو يعالج حنجرته من كثرة ترديد الشعارات في الموالد والمناسبات الكثيرة ، ولحظة صدمته باستثناءه من وظيفة يستحقها لمجرد افتقاده عرق السلاله ..وحين يرى خريجي الجامعات على رصيف البطالة منذ سنوات عرضه لليأس والامراض النفسية جراء حرمانهم من تحقيق ذواتهم مقارنة بالآخرين !؟ 

    اني غارق في أوجاعي على ابني الذي يستحيل عليه مثلا شراء ارض أو بناء منزل ، فقد وصلت قيمة اللبنه الواحدة ٢٠ مليون ريال ناهيك عن تكاليف التسجيل والضرائب وغيرها ، أو حيازة سيارة او الزواج ، او استئجار شقة ، فذلك اصبح فوق طاقة شباب اليوم . 
    لا ادري حجم ألمه حين يلمس على أرض الواقع بشاعة الدرك الأسفل الذي بلغناه ، وحالة اليمنيين الماساويه من فقر وجوع وقهر وامراض رغم حديث البعض عن الإنجازات العملاقة والانتصارات العالمية ..!!
    وكيف سيكره اليوم الذي تنفس فيه بحب بلد يقتل ابنائه دون رحمه في صراعات الاخوة والارتهان للأجندات الأجنبية .. !!!  ربما بلغ به الياس حد الارتماء في حضن طائفة المحبطين ..
    حينئذا..أشك في قدرته على مواصلة الاعتزاز بوطنه ، فيماهو عاجز عن شراء دجاجة  اصبحت لمن استطاع اليها سبيلا !!
    #ولدي_الحبيب .. 
    اعلم انك تدفع ثمن اخطاء غيرك من النخب السياسية والميليشيات المسلحة اللتان ارتهنتا للخارج وغلبتا مصالحهم الشخصية على المصلحه الوطنية ، لكني أخشى عليك ان تكون الجرادي الاخير من عائلتنا الموشكة على الانقراض في طاحونة الفقر ، وتغول بني جلدتنا ، وانعدام الأفق ، وجوائح الفيروسات وتلوث البيئة ..
    رجاءاً لا تتهموني باليأس والنظرة السوداوية وتجاهل التدخل الالهي الذي قد يغير الأوضاع في لحظات، لا  والله ، بل انني وبرغم كل ماسبق ادعو الله كل يوم ان تخيب توقعاتي ويحظى هذا الجيل بمستقبل افضل .
    لكن قراءتي للواقع المعاش تدفعني للقول : لك الله يابني ، وكان الله في عونك أنت وجيلك الموجوع .

    تم طباعة هذه المقالة من موقع شبكة بويمن الإخبارية www.buyemen.com - رابط المقالة: http://boyemen.com art 6339.html