2020/12/04
  • آهٍ منك وآهٍ عليك! .. القيصر الواهم والحاوي الداهية
  • لو أنهما عرفا متى يجب أن يتوقفا ويرحلا عن السلطة فعلاً لاقولاً لكانت النهاية مختلفة
    ولو أنهما لم يُشركا الأبناء لما سقط البناء!
     خانهما الأقربون
    لكنهما خانا نفسيهما قبل ذلك حين خانهما العمر على مشارف السبعين!
    خانهما ذكاؤهما الجشع في مفترق طرقٍ خَطِر ومميت
    كانا نسخةً غريبةً من الملك الفرنسي لويس الرابع عشر الذي قال: أنا الدولة والدولة أنا! لكن الملك لويس حكم في القرن السابع عشر ولم يحكم في القرن الواحد والعشرين!
    ثم إنه حكم مملكةً وليس جمهورية
    والأهم أنه لم يختم حكمه الطويل بخيانة نفسه وينهيه بكارثة كبرى قائلاً علَيّ وعلى أعدائي!

    تعِبَ الراقص الماهر وغامت عيناه قبل أن تلدغه سُود الثعابين!
    في الواقع أنه كان قد لدغ نفسه حين سلّم الثعابين الجراب بما فيه قبل ذلك!
    ولدغ نفسه قبل ذلك حين قرّب إليه الملذوعين الملدوغين من خنافس الأرواح وديدان الفهم ممن يزحفون على بطونهم  ولايطيرون أو يحلّقون لأنهم أصلاً بلا أجنحة وبلا أفق أو سماء ..
    حتى وجد صالح نفسه وبلا تنبه أو شعور يزحف كما يزحفون!
    وكما تزحف الثعابين أيضاً    
    كان قد ظن أن الثعابين ستعود إلى جرابه كما يفعل كل مرة ، لكنها لدغته رغم نباهته ومعرفته بها وبخطورتها
    مات الراقص على رؤوس الثعابين ملدوغاً
    ثم ويا لهول المأساة:
    بدأت الثعابين بالرقص على رأس الراقص!

    تُلخّص الصورة أدناه شخصيتين إشكاليتين:
    ذكاء وبساطة ومرونة وتكيّف علي عبدالله صالح درجة التمثيل المُبهر! 
    وجبروت وأيهمة وعناد ووهم معمر القذافي درجة الجنون!
    القذافي يتكلم ويُملي كقيصرٍ واهمٍ كبير
    وعلي عبدالله صالح الحاوي الداهية يكتب بانتباه واهتمام مايُمليه القذافي عليه وكأنهما رئيسٌ ونائبه!
    كان صالح يجيد التمثّل والتمثيل والاقتناع درجة الإبداع! ولعل المبالغة في ذلك هي ما أودت به في النهاية! علاقته بالثعابين مثلاً! 
    والأرجح هنا أنه كان يكتب مايسمع باهتمامٍ ظاهر رغم قهقهاته الداخلية الصامتة من القذافي وأفكاره!
    إنهما القيصر الواهم والحاوي الداهية!

    تم طباعة هذه المقالة من موقع شبكة بويمن الإخبارية www.buyemen.com - رابط المقالة: http://boyemen.com art 6274.html