2020/04/28
  • الحوثي لا يطمع بالجنوب وإيران تدعم الانفصال
  • نختلفُ مع المجلس الانتقالي بقدر ما يخدمُ هذا المجلسُ إيران، وفصل الجنوب عن الشمال  هدف استراتيجي لدى إيران، وما يزيد الأمر توجسًا أن بعضًا من قيادات الانتقالي من خريجي الضاحية الجنوبية، وبعضهم لا يزال مرتبطا بإيران إلى اليوم، ووفقًا لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في لقاء صحفي سابق له: فإن إيران تدعم انفصال الجنوب. 


    الحوثي في المدى الراهن لا يطمع بالجنوب أصلا، فعمقه التاريخي موجود في الشمال لا في الجنوب، ولم يسبق للإمامة أن حكمت الجنوب إلا فترة يسيرة من عمر الإمامة القاسمية لا تزيد عن 80 عاما، وهي فترة محدودة، قياسا إلى حكم الإمامة القاسمية في الشمال. 
    ثم إن لدى الحوثي ملفات سياسية معقدة وشائكة وتحتاج إعادة ترتيب، سواء على صعيد البيوتات الإمامية بداخل هذا الكيان، أو مع المجتمع نفسه في الشمال الرافض له، ولهذا كان أمر خروجه سهلا من الجنوب بعد اجتياحه، ضمن تفاهمات سياسية إقليمية لا تزال فصولها غامضة إلى اليوم. 


    الوحدة تمت، وتم الاستفتاء الشعبي عليها من خلال التصويت على دستور دولة الوحدة في الشمال وفي الجنوب على حد سواء، وتم إيداع نسخة منه في الأمم المتحدة، وأخرى في الجامعة العربية، وبالتالي فأي انفصال من أي طرف يستدعي الاستفتاء الشعبي في الشمال والجنوب أيضا على حد سواء، ولكن في ظروف طبيعية وآمنة، أما في وضع مخلخل كهذا، فسيفضي المشهد إلى تعقيدات أكثر، سواء لليمنيين في الداخل أو للجيران؛ ذلك أن الوعي السياسي لإخواننا في الجنوب لا يزال بدائيا مغرقًا في بدائيته، ويمارسون السياسة بذهنية قروية خالصة، فهم بطبيعة تفكيرهم جماعة انشطارية، ما أن تتفق جماعة ما حتى تختلف، وليس بعيدا أن ينشطر يمين عيدروس الزبيدي نفسه عن شماله؛ خلافا لنخبة الشمال الذين يجيدون الاتفاقات البينية كما يجيدون الخلافات.
     
    الإعلان الأخير سبقه إعلانات سابقة، وهو حالة من الطيش السياسي متفق عليه بين أكثر من طرف، لا يحمل أي مؤهل للانفصال في الوقت الحالي، بما في ذلك قيادات الانفصال نفسها غير المرغوب بها في أضيق محيط داخلي لها.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع شبكة بويمن الإخبارية www.buyemen.com - رابط المقالة: http://boyemen.com art 6175.html