2019/08/15
  • قراءة في البيان السياسي للمجلس الانتقالي
  • يمثل هذا البيان الإطار السياسي للانقلاب الذي ادارته بشكل كامل وساعدت على إنجاحه قوات التحالف السعودي الاماراتي في عدن.
     
    ويشير في جوهره  الى ان المجلس الانتقالي قد فوض نفسه دون رجعة بإدارة الدولة في القسم الجنوبي من اليمن، مستفيدا من مقدرات الدولة اليمنية وإمكانياتها وأدواتها وصلاحياتها.
     
    واللافت في هذا البيان انه يجرد دعوة السعودية الموجهة للحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الانفصالي الى الحوار،  من المصداقية والنزاهة ويضعها في إطار مؤامرة مكشوفة لتثبيت الانقلاب لا الى إنهائه.
     
    تراجعت في ثنايا البيان النبرة العدائية تجاه الشمال والشماليين والإصلاح والاصلاحيين والإخوان والاخونجيين، في مقابل التكثيف الملحوظ في مفردات التصالح والتسامح وتجاوز أزمة الأول من اغسطس الجاري، على نحو يكشف عن وجهها المناطقي الصريح الذي استدعى هذا القدر من المفردات التي حاولت بكل الوسائل والنوايا الحسنة من جانب الطرف المناطقي المنتصر طمأنة الطرف المهزوم في معادلة الصراع المناطقي الجنوبي الجنوبي بامتياز .
     
    حمل البيان توجيهات بتجاوز حضور الدولة في المحافظات الجنوبية الأخرى التي لم تتأثر ميدانيا بنتائج الحرب في عدن، مما يعني تعميما صريحا للانقلاب في كافة المناطق التي لا يزال لنفوذ السلطة الشرعية فيها وجودا وتأثيرا.
     
    توعد البيان بإخراج قوات الشرعية من وادي حضرموت وبيحان، ولم ينس مديرية مكيراس التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال ابين.
     
    تعهد الانتقالي في بيانه بدعم المقاومة الشمالية مشترطا خروجها من الجنوب، وهذا يشير الى ان قرار اخراج او ابقاء هذه القوات يتحكم فيه الإماراتيون والسعوديون اصحاب الفضل الأول في استنبات الانتقالي واستخدامه اداة سياسية في واجهة المشهد الجنوبي.
     
    تعهد المجلس بحماية القطاع الخاص مهما كانت هويته وبحماية انتقال الشماليين وعملهم في الجنوب شريطة احتفاظهم بوثائق ثبوتية، وهذا يشير الى ان موسم طرد الشماليين قد ولى وانتهى بتحقيق الهدف السياسي لعمليات الترحيل والانتهاكات المفتوحة لحقوق الشماليين، وبان  الدورة الاقتصادية لن تتعافى  لا بوجود هؤلاء الشماليين الذين يهيمنون على 80 بالمائة من التجارة والخدمات.
     
     هذا البيان في مجمله يتجاوز كل الترتيبات ذات الطابع التكتيكي التي تقوم بها الرياض على طريق استدعاء الشرعية لتقديم تنازلات تجعل من انقلاب عدن مسارا سياسيا مستقلا عن سياق الأزمة اليمنية، وفقا لما كشف عنه هذا البيان.
     
    وبقي اليوم امام النخبة اليمنية ان تتجاوز تناقضاتها وخلافاتها لوقف هذا المخططالتدميري الذي يستهدف اليمن، ويعكس الهدف الحقيقي والجوهري من التدخل العسكري السعودي الاماراتي والطموحات الكارثية لأكثر قادة هاذين البلدين طيشا وجموحا وسوء وارتهاناً للأجندات الشريرة لخصوم الامة وأعدائها التاريخيين.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع شبكة بويمن الإخبارية www.buyemen.com - رابط المقالة: http://boyemen.com art 6101.html