2016/02/20
  • لو .. !


  • لو أنك (عملت حسابك) لتعليم عمران وصعدة ، وبني حشيش لما قُتل أولادهم مجاناً ، لو أنك شعرت فقط أنهم بني آدم يستحقون التعليم والتنوير ، لتوجتك#‏اليمن كلها ملكاً لا ينازعه أحد !
    لو أنك تركت السلاح والأنفاق ، وبنيت في صعدة جامعات ، ومعاهد فنية ، لكان حسين الحوثي فقيهاً بغيضاً في مران والنقعة ، لا يسمعه سوى الحشاشين !
    لو أنك ( عملت حسابك) و(حسابنا) و(حاسبتنا) مما نهبه اركانك ونظامك ووزراءك الذين يضحكون بلا سبب على دمائنا وأوهامنا .
    لو أنك فعلت كل هذا لكان محمد علي الحوثي في سوق القات يحلف أغلظ الأيمان مع زبائنه ، وفارس مناع في السجن ، ومحسن اليوسفي مدفون في القبر بعد إعدامه .
    لو أنك عملت حسابك و بعت السلاح والتوشكا والمدرعات لأجل نعيش ، نعيش فقط ، مثل عيال عبدالقادر هلال وحافظ معياد والشحطري ودويد والأحمر لكُنا اليوم نتذكر رحلاتنا السياحية إلى كل العالم ، وكان جواز سفرنا قوياً ومهيباً بما يكفي لنكون محترمين أمام الناس والعالم .
    - هل تعلم أني وملايين من شعبك لا يعرفون كل مناطقهم ومحافظاتهم ، أنا لا اعرف المحويت ولاحجة أو صعدة أو عمران أو ابين او حضرموت وشبوة ، لم تطئ قدمي البيضاء أو المخا أو سقطرى ، محاصرون في وطننا بالفقر والهم والغم وآفات الأيام الغالية .
    - لو أنك حافظت على مواردنا الطبيعية من الغاز ، ومنحتنا كل ذلك الهدر الكارثي لكان لنا جامعات مثل #‏قطر التي تسخر منها و ٩٩ بالمئة من شعبك لا يتقنون الانجليزية ، ولا يستطيعون كتابة العبارات العربية بلا أخطاء إملائية .
    - لو أنك عرفت أن معك شعب تعداده ٢٧ مليون مواطن يحتاجون للغذاء والدواء والتعليم والحب والقراءة والمدارس النظيفة ، لكانوا اليوم نجوماً في كل العالم ، يغنون ويبدعون ، يكتبون ، وتتخطفهم دول الأرض للإستفادة من ذكاءهم وعبقريتهم ، من رجولتهم ووفاءهم وإخلاصهم وبأسهم .
    - أوفدتنا فقط .. عسكر ، كل شيء عندك هو الجيش ، حتى أولئك الذين هربوا من بلادك الموحشة ، التحقوا بالجندية في دول الخليج الصغيرة ، وكانوا نِعم الجنود قيادة ورجولة وحسماً وعزم ، ثم ماذا؟ .. لم تنفعك كل تلك الجيوش والصواريخ والمدرعات ، جيشك يخون ، ويهترئ كخرقة بالية نسجها خياط محتال .
    - لو أنك إحترمت من إنتخبت ، واحتكمت للصندوق كما تقول ، لحكمت قلوبنا وصرت الرئيس المؤسس وكنت أبانا الذي تسامى على جراحه وأغرقنا بكرمه وعفوه وتسامحه .
    - لو أنك وزعت القمح والأرز والسكر والدواء كما صرفت مخازن الأسلحة لكل الميليشيا ، لشبع شعبك ، وخرج في ٢٠١١م يأكل توكل وأخواتها وإخوانها ، وحميد ومن معه .
    لو أنك قلت هذه (كعكتكم) ، لأكلنا سوياً من خير الله ، وخير الأرض التي ما أشتريتها ولا اشتراها أحد ، فهذه الأرض أرضنا ، وهذه الروح مقدسة مُحرمة ، ستلقيك في النار خالداً مُخلداً .
    - تخيل يا عزيزي المجهول ، كيف سيدفنك التاريخ كما دُفن الجزارون والطامعون والمنتقمون وقد إمتلكوا أكثر منك وكانوا أنصاف آلهة ، وبقي الشعراء والمظلومون والمخترعون والأباة الذين إنتصروا للشعب والفقراء الذين لا ولي لهم إلا الله .
    تخيل لو أنك منحتنا حُبك كما منحناك ، وجعلتنا نفتخر بوطننا الذي حشوته بملايين الألغام ، وهل يقتل المرء أمه كما تفعل ؟
    - تخيل فقط لو أن جامعة صعدة أخرجت إلينا مئات الالاف من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة ، لكان جنود الوطن السبعين ألف في منازلهم يحتفلون مع عيالهم بأيام الجمعة الأسبوعية ، لا أحد من عيالهم يشكو اليُتم ولا يناله بأس كما نالهم ، كان الصعديون في قراهم يشاهدون (ذا فويس كيدز) ويصوتون لفريق كاظم أو نانسي .
    - أمس .. كنت في أستاد الرياض ، وحولي سبعون ألفاً من الشباب يراقبون الامير الشاب محمد بن نايف راعياً لكأس ولي العهد ، كان الحب في كل زاوية ، البهجة تنطق من ضربات الهلال الناجحة في مرمى الأهلي ، كلهم يدعون له (طال عمرك) ، أدركت أن هؤلاء الشباب السعيدين بسعوديتهم سينتصرون عليك لأن ملكهم وأولياء عهده ووزرائه وشعبهم يفتخرون بأبوة الملك ، وينتسبون إليه كلقب وأب يرعى أسرة كبيرة بحجم المملكة ، كلهم في عينه سواء ، وفي قلبه أولادا وأحفاداً يرعاهم ويحفظ مقامهم وملكهم ودولتهم .
    - يدفنون خلافاتهم بالأمل والصبر والحكمة ، ويطورون نظامهم السياسي ، ويحزمون كل شيء حتى حقائبهم التي يسافرون بها إلى دول العالم ، فلا يعترضهم أحد !
    .. ستظل مجهولاً ، وقد كنت علماً خاض الدنيا كلها ، ولم تدرك رياح التغيير ومسارات التاريخ ، فهل عملت حسابك لهذا ، وليوم لا ينفع مال ولا بنون ، ولا حصانة ، ولا فلاديمير بوتين !

     

    تم طباعة هذه المقالة من موقع شبكة بويمن الإخبارية www.buyemen.com - رابط المقالة: http://boyemen.com art 4926.html