أحمد عثمان

أحمد عثمان

عن الهوية مفهومها ومظاهرها

2023-01-19 الساعة 06:43

أعتقد أن مفهوم الهوية أعمق واشمل من كل المظاهر التي تعد في كل الأحوال إحدى التعبيرات الجميلة للهوية ومن هذه المظاهر الجميلة و المعبرة عن الهوية

الفنون والفلكور الشعبي بصوره المختلفة والمنسكبة من أعماق التاريخ وروح حركة الحياة .

وتنقسم الهوية إلى قسمين يتداخلان ويتكاملان كوجهين لعملة واحدة وهما

الهوية الفردية والهوية الوطنية العامة.

 

لكل فرد هويته الخاصة التي تميزه عن غيره بصفات لها علاقة  بالأخلاق والمواقف من الكرامة والحرية والمساواة والعلاقة مع الشعب والوطن والإنسانية  والشهامة والنبل وهي هوية تتفاعل بين الفرد والمجموع عبر التراكم التاريخي لتتشكل  مع الزمن معالم الهوية الوطنية لمجموع الشعب يتبناها الأفراد ويدافعون عنها ويفخرون بها ويتشبثون

هوية تميز الشعب عن غيره وتبرز في تفاعل حركة الحياة العامة والخاصة وتظهر عندما يتعرض الوطن لمخاطر أو تحديات ثقافية وتنموية ووجودية

ومن هذه الهوية تبرز مظاهرها المعبرة :

العادات والتقاليد المتشابه والفنون والملابس المتوارثة وأنواع من الاسلحة والملابس التقليدية والفكلور التي تنساب من التاريخ والذي يتطور مع حاجات الناس وحركة التاريخ حيث يرتبط الماضي والحاضر والمستقبل بهذه الهوية بعلاقة وجود وحنين و فخر منفتحة أمام  التطور الانساني الذي يتراكم على مر العصور ويرسم صورة واضحة لهذا الشعب تبرز وجوده وعلاقته بذاته والآخر وبالاخلاق والدين والقيم الإنسانية والفنون الخ.

ولاشك ان الهوية اليمنية هوية أصيلة سبقت الكثير من الشعوب في احترام الانسان  والعقل والاخلاق  بترسيخ قيم الحرية والكرامة والعدل والمساواة  عن طريق بناء تراكم  للعادات والتقاليد المرتبطة بالنبل والشهامة والنجدة واحترام حقوق الفرد والمجموع  والنفور من  العبودية والظلم مع تمجيد لقيم العدل و المساواة وعملت منذ القديم على حفظ وتنظيم الحقوق الأساسية عن طريق تنظيم السلطة والثروة والذي بهما يقاس مدى تطور الإنسان ومقدار ارتفاعه عن دائرة الهمجية والتخلف وقد سبق اليمنييون وبرزوا قديما في بناء الدولة الضامنة للحريات والحقوق والتوزيع العادل للسلطة والثروة كمقياس للكرامة الوطنية   على اساس الشورى و التشاور بما يحقق اسس العدالة.

 

وهو مايشهد به التاريخ قديما وحديثا وأي خروج على هذه القيم والهوية التي تحترم المواطن والوطن هي موجات عابرة  كنوع من الاحتلال واستلاب العقل عن طريق محاولة تشكيل هوية وافدة تستلب تاريخ وحاضر وهوية اليمني ببناء هويات وافدة قوامها تمجيد التخلف وتمجيد قيم الاستعباد عن طريق إشاعة الخرافة كدين ومعرفة تنشر الخراب و ترسخ امتهان الإنسان على حساب الكرامة والحرية والعقل التي شكلت جوهر الهوية اليمنية عززتها رسالة الإسلام التي نصرها اليمنييون بفعل هويتهم  القريبة من التوحيد والبعيدة من الوثنية وقيم عبادة الاصنام.

 

لقد لخصت أهداف ثورة ٢٦ سبتمبر اهم المعالم والقواعد التي تقوم على أساسها الهوية اليمنية عبر دولة جمهورية قائمة على حق الجمهور في بناء سلطته العامة خاضعة للتطور الحضاري الذي يرسخ حق المواطن في وطن يحمي كرامته ويطلق طاقاته لصالح التنمية والتطور الإنساني مستفيدة من رصيد ثري من التاريخ اليمني وجولاته الحضارية لصالح العقل وقيم الدولة القائمة على قيم العدل والمساواة

مع الحفاظ على قيم وعادات وفنون  تعبر عن الهوية وتحافظ على التاريخ وتفتح المجال أمام التطور  لصالح الهوية الفردية لليمني والهوية الوطنية الجامعة رافضة كل الهويات الوافدة التي تنتقص من كرامة وحرية الإنسان وقيم المساواة وحقوق المواطن ،

وهذا هو جوهر الهوية اليمنية المعنونة حديثا ب(النظام الجمهوري) وما عداه تفاصيل و مظاهر ثرية وتعبيرات جميلة  تصقل وتحفظ بالحفاظ على جوهر الهوية ومعالمها الحضارية على حساب الهوية الوافدة وعناوينها المختلفة التي تعبر عن هوية الخرافة والتخلف ونشر استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.