عبدالله مصلح

عبدالله مصلح

عن صحة باسندوه

2021-06-30 الساعة 16:14

وصلتني خلال الأيام والأسابيع الفائتة العديد من الرسائل والاتصالات من أصدقاء يسألون عن صحة الوالد المناضل محمد سالم باسندوه ، وبعضهم كان يتأكد من نبأ وفاته، إثر إشاعات تم تسريبها من مطابخ إعلامية صفراء باهتة.

 

فأكدت لجميع الأصدقاء أن الأستاذ باسندوه يتمتع بوافر الصحة وكامل العافية بفضل الله عز وجل ثم بفضل أعماله الخيرية ومواقفه الإنسانية النبيلة، وبدعوات الفقراء والمساكين والمعدمين والمعوزين الذين كان يتعهدهم باسندوه بالرعاية والاهتمام ويمحضهم العطايا المادية والعينية السخية.

 

فمنذ أن تقلد باسندوه أول منصب وزير في السبعينات وضع لنفسه خطة إنسانية، تتمثل في استقطاع مبلغ ثابت من راتبه الشهري لصالح الفقراء والمساكين، يسلمه لمدير مكتبة كعهدة يتم صرفها بموجب توجيهات ويتم إخلاء العهدة أولا بأول.

 

وهذا كان يتم خارج نطاق المعونات المخصصة للموظفين من بند المساعدات والمكافآت في الوزارة.

 

 صحيح أن باسندوه كان حضرميا وحريصا على نفقاته الشخصية، حيث كان يقتني أردأ أنواع القات، كما أنه شخصا نباتيا (لا يتناول اللحم) لكنه ورغم ذلك سرعان ما ينبري لإغاثة الملهوف وتلبية نداء السائل والمحتاج.

 

كما كان يبادر للتواصل مع أقربائه وأصدقائه وحتى خصومه، وخاصة عندما يتنامى إلى مسامعه أن أحدهم تعرض لمشكلة أو وقعت عليه كارثة أو انتابه مرض مفاجئ، فيقدم له باسندوه منحة علاجية وتذاكر سفر ، أو تقديم مساعدة مالية من ماله الخاص، إذا ما أغلق بند المنح العلاجية.

 

وأفضل ما يميز باسندوه أنه لا يتفاخر بأعماله ومواقفه ولا يتباهى بمساعداته وأعطياته،  ولا يفصح عن المبلغ المقدم أمام جلسائه، بل كان يكتفي بالحديث عن المناقب القديمة للشخص المستحق  للمساعدة اليوم، فكان مثلا يقول: (هذا فلان كان مناضلا وطنيا وشجاعا وشهما وصاحب مواقف بطولية ومواقف انسانية، وهو شخص عصامي وعفيف، ولكن قدر الله عليه اليوم بكذا وكذا) فيسمع بعض الجلساء الكلام وقد يكون منهم مسؤولين وتجار فيقدمون المساعدة لهذا الشخص الذي تحدث عنه باسندوه).

 

ولم يكتف باسندوه بما يقدمه شخصيا للآخرين، بل كان يشجع ويدعم زوجته التي دأبت على فعل الخير ومساعدة نزلاء دور الأيتام ومراكز الإيواء.. وكان شعارها رحمها الله هو قول الرسول الكريم "ما نقص مال من صدقة" بل يزيد يزيد يزيد.

 

كما ربى باسندوه أولاده على الاحترام والتواضع والإصغاء للمحتاجين ومساعدتهم بما أمكن ولو بالكلمة الطيبة.

 

ورغم أنه كان يرفض ويكره الوساطات العائلية في التعيينات والترقيات، إلا أنه كان يستجيب لطلبات المساعدات المالية التي تأتي عبر أولاده وأقربائه.

 

ولهذا كله ما زال الأستاذ محمد سالم باسندوه (أبو خالد) يتمتع بصحة جيدة وذهنية متقدة ويحرص على ممارسة أعماله اليومية بنفسه.

 

ومن اللطائف التي لاحظتها في باسندوه أنه حين يضطر للجلوس مطولا ثم يريد المغادرة، فإنه يرفض بشدة مساعدة أي شخص بالإمساك بيده أثناء قيامه من مجلسه.

 

فنسأل الله له دوام الصحة والعافية وطول العمر.