محمد دبوان المياحي

محمد دبوان المياحي

النساء اليمنيات محظوظات كثيرًا..!

2021-06-19 الساعة 14:36

عاطفيا، النساء اليمنيات محظوظات كثيرًا، إنهن يعشن في مجتمع لديه فائض من الشغف، وتحاط فيه المرأة بكثير من الجلالة والقداسة، هذا الميراث العاطفي، هو ثروة للمرأة متى أتقنت التعامل معه. 
اليمني مشحون بعاطفة عنيفة، صوت امرأة بالهاتف يذيب قلبه، لمحة من عنقها ، يجعله مسكون بها طوال الوقت..مبدئيًا، هذه ليست صفة ساذجة وباعثة للسخرية، بل كنز معنوي؛  تفشل المرأة في استثماره.

لربما يأتي يوم وقد أصبح اليمني نسخة متبلِّدة من الشعوب المتفوقة حضاريًا، أعني على صعيد العاطفة، سيأتي يوم تمر فيه المرأة من أمام الرجل ولم تعد تعني له شئيًا، سيرى امرأة بلاستيكية أو ريبوتًا أكثر جاذبية من أنثى بكامل سحرها جواره. 
ستقول لي: هذا دليل تطور ثقافي وتهذيب سلوكي، سأقول لك: هذا دليل عطالة شعورية وبلادة في الحس والذهن والعاطفة..هذه ملامح جثة وليست إنسانا حقيقًا، الإنسان الحقيقي، هو هذا اليمني الفاغر فمه ولعابه يسيل أمامك، هو هذا الذي تسخرين منه، لا بد أن تفتقدينه غدا. 

هناك في الرجل الشرقي ما يتوحب الحفاظ عليه، عذرية القلب ولو شارف على المقبرة، مركزية العاطفة، تلك الرجفة التي تسري في داخله كلما صادف امرأة، احتلالها مساحة من ذهنه ومركزيتها في حياته، كإحدى غايات الحياة الأساسية..وتلك أمور أثمن من كل بهرجة فارغة، ربطة عنق وقصة شعر حديثة وقلب أشبه بآلة جامدة. 

قد تجدن رجالًا غزيري العاطفة، صادقين وتدفعهم عواطفهم للتصرف بشكل خطأ في تعاملهم مع النساء. المرأة الغبية تنفر من ذلك. 
اليمني وعيه العاطفي متواضع، يحتاج قدرا من الثقافة لتنظيم مشاعره فحسب. يحتاج لامرأة ذكية تحتويه بكل ارتباكاته وتصنع منه بطلا. امرأة لماحة تدرك جوهره النقي وتأخذ بيديه؛ كي تتعمق ثقته بنفسه ويغدو سلوكه أنيقًا وسلسًا كما هي عاطفته خصبة ومتدفقة. 

عزيزتي الفتاة الذكية: استثمري عاطفتك ما دمتِ تعيشين في وسط شعب بسيط وطيب، يوما ما سيلج اليمني عالم الحداثة ويتطبع بطباعها، حينها لن تجدي حولك الكثير يخطب ودك، لا شاعرا يكتب لك قصيدة ولا مغترب يطمئن عليك، ولا زميل يخدمك ليتقرب إليك، بعد غد سيتجاوز اليمني بؤسه ويتعامل بندية عاطفية معك، وما ذلك بمكسب لامرأة. مهما اعتقدت عكس ذلك. 

استثمري قلبك ما دمتِ قادرة على العطاء، يوماً ما ستموتين، ستموتين أو تشيخين ويذهبُ كلّ شيء طعاماً للعدم..كل من يحجب عاطفه عن التدفق، يميت جزء من قلبه، أنت حي بمقدار قدرتك ع التدفق والعطاء، في الحب ترتفع ثروتك العاطفية كلما أنفقت منها، تزداد قوتك الداخلية نشاطا وصلابة كلما تركتها تفيض خارجك. 

أحببن يا بناتي، لا تخفن من الغد، وسواء كان مصيركن معا أو لم تتمكنّ من الوصول، في الحالتين أنتن رابحات وبكل المعايير، كل يوم تعيشنه في بهجة وأنس، هو مكسب لكن، والغد سيأتي كنتيجة لما تعشنه اليوم، لن يأتي الغد بمعجزة خارقة ومن العدم ، المستقبل هو محصلة لما بين يديك الآن.
 الخسارة الأبدية: هو عيشكِ بقلب معطل. تلك التي تجمد عواطفها وتعيش حياتها لئيمة، قلبها متصحر، خائفة من المجهول وفي أعماقها مقبرة، تلك هي الخاسرة دوما. 

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد