م/ وحيد علي رشيد

م/ وحيد علي رشيد

أهل عدن.. نكبة وتحديات

2020-04-22 الساعة 23:30

ما حصل في عدن يوم الثلاثاء من أمطار وسيول جارفة خلفت ضحايا ودمارا مهولا في المدينة وبنيتها التحتية نكبة إضافية اخرى جديدة تعيشها المدينة واهلها الطيبون.

الصور والمشاهد للضحايا والأبنية والعربات والمخلفات في مختلف الأحياء تعبر فقط عن جزء بسيط من المأساة التي تعيشها المدينة واهلها منذ سنين، ما هو أنكى وأكثر مأساوية ما يعتمل في صدور الناس من غضب وألم  وقهر، انهم تركوا لوحدهم ككل مرة  امام العاصفة ، ولم يبال بمصيبتهم احد ولم ينجدهم الى اللحظة احد.

 هذا ما يقوله الواقع وتقوله الأرقام، اتركونا من البيانات والرسائل والمواقف والعواطف  والأماني والترجيات، الحقيقة تقول أن لا أحد في المشهد بحجم النكبة، اليوم كلنا نتعاطف ونرسل الرسائل ونشعل وسائل التواصل بكلمات متأججة وغاضبة لكل ما حصل ، ولكن هل يغير ذلك في الامر شيئا؟.

 ستجدون الإجابة الحقيقية على وجوه المنكوبين من أهل المدينة ولا أحد سواهم، ستجدونها في منازلهم التي تدمرت وغمرت بالأوحال وسكانها حيرى لاحول لهم ولا قوة، ستجدونها في الأحياء والشوارع التي تحولت الى ركام وهي تغرق وتغرق ولا منجد لها، ستجدونها  في كل المناظر التي رأيناها اليوم وهي تعطي الانطباع ان هذه المدينة الحبيبة  تم تحويلها الى قرية مرعبة مدمرة منهكة  ولم تأت الأمطار أخيرا الا لكشف هذه المأساة .

إن التدمير المرعب الذي تعاني منه عدن اليوم يحتم علينا جميعا أن نراجع أنفسنا أمام هذه التحديات  بشكل عاجل حتى لا يستمر هذا المسلسل  الذي يهوي بالمدينة وأهلها  الى قعر لا مستقر له.

على الجميع وفي مقدمتهم أهل عدن أن يدرك أن حاضر هذه المدينة للأسف هي هذه النكبات التي نعيشها منذ سنين، وأن حالها في المستقبل سيتردى أكثر وأكثر ان لم تتغير المعادلة !! وبأيديكم يا أهل عدن تغيير هذه المعادلة، لا بيد أحد غيركم، هذه فرصتكم لا تتاخروا عنها، اشحذوا هممكم ووحدوا كلمتكم ورصوا صفوفكم وناضلوا من اجل ان تكون كلمتكم هي الأعلى والأصعب والأقوى في هذه المدينة.

نعلم أن التحديات كبيرة وأنتم تعرفونها جيداً ولا حاجة لتفصيلها ولكن هذه مدينتكم من ينقذها غيركم ؟ من ينتصر لها سواكم ؟ لا يستضعفنكم احد بعد اليوم بخبث باسم انكم ( سكان مدينة طيبون )  لا والف لا ، بل انتم اقوياء وهذه مدينتكم وأنتم أهلها الاحق بها وبقيادتها على كل المستويات.

عليكم بالنضال المستمر المتواصل الذي  لا راحة فيه  حتى تنال هذه المدينة حقوقها، ولا تنسوا أنكم كنتم دوما الرقم الأصعب في الدفاع عن المدينة، وكنتم كذلك تؤدون دوركم في كل ملمة تلم بالمدينة، صحيح أنكم كنتم بعد ذلك تعودون الى حياتكم الطبيعية تاركين القرص لخبازه والقوس لباريها، ولكن المشهد اليوم تغير ولم يعد هناك قرص ولا قوس، عليكم ان لا تعودوا الى بيوتكم وحياتكم الاعتيادية الا وقد استلمتم زمام قيادة هذه المدينة.

إن المدينة تنهار وحياة أهلها في خطر، لا تنتظروا غيركم ولا تهدوا هذه الفرصة لسواكم، فأنتم أنتم وحدكم لا سواكم، فجر هذه المدينة الجديد.