محمود السالمي

محمود السالمي

كنتُ وما زلتُ وحدوياً.. ولكن؟

2019-08-14 الساعة 18:27

انا من الجيل الذي تشرب في السبعينات شعارات وأهداف القومية العربية، ظليت ادعو للوحدة اليمنية، كنت واحدا من المشرفين على المهرجانات الشعبية الداعمة لاتفاقية الوحدة في 89، وكنت واحدا من قيادات الحملات الرسمية التي شجعت الناس للقول بنعم لدستور الوحدة في ديسمبر 91.

وكنت واحدا من أبناء جيلي الوحدوي الذي أكتشف بعد مرور وقت قصير من الوحدة بأن الشعارات شيء وأن الواقع شيء مختلف، وأن قيام وحدة بمضمون وطني مع النظام القبلي والعسكري في صنعاء مجرد حلم، واتت حرب 94 على الجنوب لتحول حلمنا الجميل بالوحدة الى كابوس رهيب.

فشل أملنا في اعادة تصحيح مسار الوحدة، وفشل أملنا في ثورة التغير بعد ان قادها من دمر الجمهورية والوحدة، ثم اتت سيطرت الحركة الحوثية المذهبية على صنعاء وغزوها للجنوب لتجعل من استمرار الوحدة لا يخالف المنطق فحسب بل وضرب من الجنون.

لايوجد حل أمام الجنوب في ظل هيمنة الحركة الحوثية السلالية المذهبية على الشمال والذي من المؤكد في أنه سيستمر لزمن طويل، غير استعادة دولته.

سأظل أحلم بالوحدة، وحين تظهر قوى وطنية صادقة في الشمال وتتمكن من القضاء على القوى المذهبية والقبليلة التي تعيق بناء الدولة الوحدوية، سأكون إذا كتب لي الله في العمر في أول الصفوف المطالبة بعودة الوحدة.