عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

المشهد اليمني في سطور.

2019-07-18 الساعة 22:15

في أواخر العام الماضي سارع الحوثي بالقبول بإتفاق ستوكهولم، لغرض إنقاذ ميليشياته من خسارة الحديدة. بعد ذلك كلف 6 شباب مغمورين لإدارة ملف التفاوض هناك، وعهد إليهم مهمة إشغال الجميع، بمفاوضات هزلية على تنفيذ بنود ذلك الإتفاق، وإختلاق تفاصيل تافهة لغرض كسب الوقت.

 

في الوقت نفسه، قامت ميليشيا الحوثي بتسّييج مدينة الحديدة بمتاهة من الأنفاق، وزرع حقول من الألغام في شوارع وطرقات وممرات المدينة؛ وسحب المئات من عناصرهم - بعد تأكدهم أن الأمم المتحدة ستقوم بواجب منع الجيش اليمني من دخول المدينة- ليتفرغوا لإخضاع وتدمير مناطق يمنية أخرى.

 

في هذا الوقت الضائع، توجهت القوة الحقيقية لميليشيا الحوثي لإخضاع مراكز الثقل السكاني من اليمن ( تعز، إب، ذمار، صنعاء، عمران، حجة، صعدة) وتجنيد شبابها وتسميم عقول أطفالها.

 

الإمارات سحبت قواتها بمبرر إتاحة الفرصة للسلام مع الحوثي؛ وهذا برأيي مبرر كارثي وتصرف خاطئ وسياسة متسرعة ونزقة، ستؤدي إلى نسف جهود المملكة العربية السعودية في اليمن؛ وستعرض أمن وسلامة منطقة الخليج العربي إلى أخطار كثيرة مستقبلاً.

 

توقيف الجبهات العسكرية، ومنع الحكومة اليمنية من مزاولة أعمالها من وفي المناطق المحررة، ودعم الحركات الإنفصالية والمناطقية،  وتجييش الجيوش في الجنوب بمعايير مناطقية تفكيكية، وترك المناطق المحررة بدون غطاء تنموي وإداري حقيقي؛ معطيات ستحول اليمن مستقبلاً إلى فوهة بركان، يقذف الحمم المميتة إلى مناطق بعيدة عن حدود اليمن؛ وعندها سيتوزع سكان اليمن بين قتلة متطرفين بأيدي الحوثيين، ومشردين ونازحين ولاجئين، ومتفرجين.

المملكة العربية السعودية هي قائدة القرار العربي، وآخر حصون المنطقة بعد إنهيار الحصن العراقي؛ وهي الوحيدة القادرة اليوم على إعادة توجيه دفة السفينة إلى بر الأمان، لينجو الجميع.

 

سفير يمني سابق

لندن

18 يوليو 2019م