محمد مصطفى العمراني

محمد مصطفى العمراني

عن تعز التي رفضت تلبس الحزام

2019-04-27 الساعة 00:57

 

 

كشفت أحداث تعز عما في قلوب بعض الناس وما كانت تخفيه صدورهم من حقد وغل وقبح طفح في مواقع التواصل الإجتماعي وظهر في المواقع الإخبارية ليبدو أكبر مما كنا نتوقع حيث رأيناهم يتباكون على المدنيين ولم يقدموا مبادرة لحمايتهم ولا مناشدة لانقاذهم فقط شتائم وتجريح وتخوين وسب وألفاظ سوقية بذيئة للأسف صدرت من أشخاص كنا نظنهم نخبة اليمن فاذا هم يظهروا على حقيقتهم " نكبة اليمن " لا يجيدون شي سوى صب الزيت على النار وتعميم الكراهية والانقسام  .!!

ما هو الحل يا سادة لما يحدث ؟! 

طالبوهم مرارا وتكرار بتسليم المطلوبين أمنيا وناشدوهم بكل ود واحترام وذهبوا إليهم وأرسلوا لهم مذكرة وراء مذكرة واعطوهم مهلة وراء مهلة فرفضوا وماطلوا وناوروا ولما جاءتهم التوجيهات من بعيد بالرفض رفضوا فما هو الحل ؟! 

للأسف الحل عند قيادة الشرعية ولكنها مقيدة ومتخاذلة لا تمتلك قرارها والحل بوجود محافظ مشحوط يفرض النظام والقانون ولكن المحافظ غادر تعز وللأسف كلهم تآمروا على هذه المدينة والمحافظة واعتبروها " قطاع منفصل " وزرعوا فيها الألغام البشرية وجلبوا لها مجاميع من المقاتلين وسقوهم الحقد الأسود ليقتلوا إخوانهم ويوفروا الجهود على العدو المتربص بهم في أطراف المدينة .!

الوضع في تعز ليس معقدا لتلك الدرجة التي تظنون تحتاج فقط محافظ مشحوط يفرض النظام على الجميع ولا يحابي أحد .

في شهر اكتوبر عام 2017 م زار تعز وفد من الحكومة برئاسة عبدالعزيز جباري حيث استطاع خلال أيام فقط حل الكثير من مشاكل تعز وتفكيك عقدها وإصلاح أمورها ، فقط عندما صلحت النوايا وتوفرت الإرادة تم حل المشاكل وإصلاح الأمور .

وعندما قررت الإمارات إستنساخ الحزام الأمني بتعز بقوات الجبهة الشرقية بدأت المشاكل وجمع الدرهم الإماراتي الشامي بالمغربي والناصري بالسلفي واليساري بالماضوي وبدأت المشاكل . 

هم لا يحبون أبو العباس ولا يحبون تعز ولا يفكرون بالمدنيين ولا يريدون الخير لتعز فقط هم يكرهون الإصلاح ويحقدون عليه ويرونه سبب مشاكل العالم ومستعدون للحوار مع الصهاينة لكنهم لن يحاوروا الإصلاحيين رغم ان اللجنة الأمنية ليست مقر الإصلاح ولا تمارس العمل الحزبي لكن لا حل يخارج هؤلاء غير تسييس الملاحقة الأمنية للمطلوبين الذين يتسترون عليهم فقد اقتنعوا ان هذا الجعير والعويل والزعيق " غيروا علينا من الإصلاحيين " هي وحدها ممكن تجلب اتصال من أبو ظبي يوقف الحملة الأمنية من جديد وهكذا كلما خرجت حملة صاحوا : " غيروا علينا من الإصلاحيين "  وحينها تصل هذه الاسطوانة المشروخة والجعير النشاز إلى قلوب وآذان وعقول حكام أبو ظبي كعزف متفرد على الوتر الحساس وهكذا .!! 
وباسم حماية المدنيين تركوهم والكل يقول اتركوهم حماية للمدنيين وهذا قول وجيه ولكن إلى متى ؟! 
واذا كان البعض يقول اتركوهم لأنهم يتمترسون بالمدنيين فمن دعموهم دعموهم ليحاربوا أبناء تعز من الاصلاحيين وليس ليحاربوا الحوثيين فالحوثي أقرب للإمارات من الإصلاحي وان قاتل مع الشرعية رفع صورة محمد بن زايد وهذه هي الحقيقة . 

هل ندعو من بقي من الإصلاحيين للنزوح إلى اي قارة بعيدة ويخلو لكم وجه تعز لكي يأمن الناس فيها ؟!! 

أعتقد انه حتى لو غادر اخر اصلاحي مدينة تعز فسيظلون يحملون الإصلاح وزر ما يحدث .!!

للأسف هؤلاء الحاقدون الطافحون بالغل هم حصاد الكراهية ونتاج غسيل الدماغ والتعبئة الخاطئة الساعون لاجتثاث المخالف ودعشنة من يختلف معهم ولن يبنوا وطن ولن يحموا مدينة هم فقط ثمار الحقد وحصاد الكراهية وحطب الفتن ليس إلا والا ما بقائهم في أطراف المدينة والعدو في اقاصيها لماذا لا يغادرون تلك الأزقة لتصفية القناصة في جبل الوعش الذين يقنصون أرواح الأبرياء ؟! 

لماذا لا يذهبون للجهاد حتى في الكدحة أو الربيعي فالمدينة لا تحتاج مليشيا مسلحة ؟ .!!

البعض للأسف يلعن ويشتم ولا يدري حتى بما حدث ويحدث المهم هي فرصة يخرج حقده وينفث مراجل غيضه ويخرج بعض براكين الغل التي تضج في صدره ضد الإصلاحيين الذين يحملهم كل مشاكل العالم وكوارث الكرة الأرضية وتعز لها الله والمدنيين في احياء المدينة القديمة لهم رب وربنا يفرجها عليهم !!

هي فرصة يعرعرو الإصلاحيين وخلاص .!!

وفي الختام نحن مع إحلال السلام بفرض النظام ومع حقن الدماء بتطبيق القانون وضبط المطلوبين وتأمين المدنيين ولكي تتضح الصورة ونشرح الدرس على السبورة سننشر ما كتبه القيل اليماني الدكتور كمال البعداني حيث قال : " قال لي صاحبي: ما بال تعز أصبحت قضية راي عام ، ويضخم ما يدور فيها بقوة في وسائل الاعلام . وتُنشر حكايتها  عاماً بعد عام  . ويشيعون بين العوام ان تعز  تكره  النظام وكلما جاء محافظ زاد عليه الكلام  ؟ 
اخبرني بربك ايها الهُمام !!؟   
 فقلت له  : الأمر لا يحتاج الى كثيرٍ  من الكلام فتعز تعشق النظام وتحب السلام ولكن كل  ذنبها  ياصديقي عند هؤلاء  انها لم تقبل الخضوع ورفضت ان تلبس الحزام !! .
فتبسم صاحبي وقال : اذاً على تعز السلام وطيب الكلام  ."