محمد مصطفى العمراني

محمد مصطفى العمراني

عن مستقبل مفاوضات السلام اليمنية

2019-03-30 الساعة 01:25



                                               

منذ أربع سنوات وتحديدا في 26 مارس آذار 2015م أطلق " التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن " بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن فيما سمي بـ " عاصفة الحزم " وحينها أكد إعلام دول التحالف أن العملية العسكرية في اليمن سوف تستغرق بضعة أسابيع فقط لتحقق أهدافها المتمثلة بـ" استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب " ودفع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة مفاوضات سياسية تفضي إلى سلام شامل وعادل ، وبعد 80 يوما من عمليات التحالف العسكرية وبضغوط دولية تم إيقاف عمليات التحالف وإعطاء أول فرصة للسلام حيث ألتقت الأطراف اليمنية في مفاوضات جنيف1 التي بدأت في 16 يونيو حزيران 2015م ولكن هذه المفاوضات تعثرت بعد أيام من انطلاقها وتبادلت الأطراف اليمنية الاتهامات بخرق الهدنة وعادت عمليات التحالف وعادت الحرب للاشتعال في الجبهات اليمنية حتى منتصف شهر ديسمبر كانون الأول 2015م لتلقي الأطراف اليمنية مجددا بمدينة بال السويسرية بدعوة أممية تزامنت مع هدنة غير مشروطة ولكنها تعثرت أيضا وفي 18أبريل نيسان عام 2016م ألتقت الأطراف اليمنية في الكويت لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات أستمرت لأسابيع ثم تعثرت هي الأخرى وفي 6  ديسمبر كانون الأول 2018م انطلقت الجولة الرابعة من المفاوضات السلام اليمنية في السويد والتي انتهت ب " اتفاق السويد " والذي أعلن عنه  في13  ديسمبر كانون 2018م ورغم ان المباحثات شملت 6  ملفات هامة ـ سنذكرها فيما بعد ـ إلا أنه لم يتم تحقيق أي تقدم إلا في ملفي " الحديدة " و" الإفراج عن الأسرى والمعتقلين " واعتبرت الحكومة الشرعية هذا الاتفاق إنجازا ( (1لأنه يتضمن انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة إلا أن الاتفاق لم ينفذ حتى اللحظة كما تعثر تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين بعد عدة جلسات عقدها وفدي الحكومة وجماعة الحوثي في العاصمة الأردنية عمان بدأت في 18 يناير كانون الثاني 2019م وانتهت في   7فبراير شباط 2019م دون أي تقدم (2).
الآن بعد مرور أربعة أعوام على عمليات التحالف في اليمن يتساءل كثيرون عن مستقبل المفاوضات اليمنية ؟ 
وهل هناك أمل بمفاوضات جديدة يمكن ان تفضى إلى سلام شامل وعادل في اليمن في ظل الوضع الحالي ؟ 
• تجزئة الحلول إشكالية حقيقية 
يرى الكثير من المراقبين أن مفاوضات السلام اليمنية أخذت تتجه نحو تجزئة الحلول بما يقلل من فرص نجاح هذه المفاوضات ويعقد المشهد اليمني فبعد أن كان الهدف من مفاوضات السلام اليمنية التوصل إلى اتفاق شامل لإيقاف الحرب وإحلال السلام تحولت إلى مفاوضات تهدف لإعادة الانتشار في الحديدة ولـ " التوصل إلى تفاهمات لبناء الثقة والتي من شأنها ستسهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني وستعطي اليمنيين الأمل في التخلص من المعاناة والعيش في سلام". (3) وهذا يعني ان الهدف من هذه المشاورات قد انحصر مؤخرا في ملف الحديدة وفي إيجاد تفاهمات وممرات إنسانية في الحديدة تسهل عملية تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين ليس إلا وهو ما يعتبر برأي الكثير من السياسيين اليمنيين خروجا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وتحول خطير سوف يزيد من معاناة الشعب اليمني ويعمل على إطالة أمد الحرب .(4)
• فشل اتفاق الحديدة وتأثيراته 
مؤخرا تحول الإهتمام الدولي والإقليمي والمحلي نحو مدينة الحديدة على اعتبار أن تنفيذ اتفاق السويد بخصوص الحديدة سيكون دافعا نحو تواصل مفاوضات السلام اليمنية ونجاحها حيث اتفق الجانبان في مفاوضات السويد على وقف اطلاق النار في الحديدة وانسحاب مسلحي جماعة الحوثي من الموانئ الثلاثة ( الحديدة ـ الصليف ـ رأس عيسى ) وإعادة…
[٩:٥٥ م، ٢٠١٩/٣/٢٩] محمد مصطفى العمراني: أين الرد الإيراني على القصف الإسرائيلي للمواقع والقوات الإيرانية بسوريا ؟! 
محمد مصطفى العمراني * 
قصفت المقاتلات الاسرائيلية البارحة مواقع للقوات الإيرانية وقوات من حزب الله الموالية لها في منطقة الشيخ نجار شمال شرق مدينة حلب السورية بأكثر من خمس غارات مكثفة أدت إلى مقتل وجرح العشرات من القوات الإيرانية وحزب الله بحسب مصادر ووسائل إعلام مستقلة منها " المرصد السوري لحقوق الإنسان"  وصحيفة " القدس العربي " اللندنية وغيرها فيما أكد الإعلام السوري والإيراني أن القصف الإسرائيلي ألحق أضرارا مادية فقط وانه تم التصدي له .
وبحسب التقارير الميدانية فإن القصف الإسرائيلي العنيف على مواقع القوات الإيرانية في حلب كأن الأكثر تركيزا واثرا حيث دوت انفجارات عنيفة واشتعلت النيران في أماكن القصف لوقت طويل كما انقطعت الكهرباء عن حلب بسببه القصف الذي استهدف بحسب مصادر ميدانية مواقع للقوات الإيرانية منها مركزا للقيادة والسيطرة الذي يديره القيادي في القوات الإيرانية جواد الأسدي كما ان الرد على هذا القصف بمضادات الطيران جاء متأخرا وغير ذات جدوى.
خلال الأعوام الماضية وبينما كانت المقاتلات الإسرائيلية تقصف ولمئات المرات مواقع للقوات السورية والإيرانية والقوات الموالية لها في مواقع متفرقة بسوريا كانت طائرات النظام السوري تقصف بالبراميل المتفجرة المدن السورية وتقتل وتجرح المئات من المدنيين ومن المعارضة وهو ما يعد تناقضا وازدواجية بحق محور المقاومة الذي يقوم خطابه على مقاومة إسرائيل ومواجهتها بينما هو على أرض الواقع يكتفي بالرد على غاراتها التي تستهدف قواته بالوعيد والتهديد فقط وهو ما يثير تساؤلات عديدة وعلامات استفهام كبيرة عن غياب الرد السوري الإيراني على هذه الغارات الإسرائيلية التي تكررت لمئات المرات خلال الأعوام الماضية دون رد حقيقي وموجع .!!
* منظومة دفاعية خارج الخدمة 
لقد كان البعض من المراقبين يعتقدون ان وصول منظومة اس 300 الروسية واس 400 سوف تحدث تحولا في الإستراتيجية العسكرية السورية خصوصا وأنها قادرة على الرد بقوة واستهداف اي طائرة معادية ولكن هذا المنظومة الدفاعية لم تستخدم بعد وما تزال إدارتها بأيدي القوات الروسية حتى الآن ومن الواضح انها ليس لديها توجيهات من موسكو باستهداف المقاتلات الإسرائيلية مما يعني ان وجود هذه المنظومة العسكرية كعدمها حتى الآن خاصة في ظل خلاف روسي إيراني متزايد في سوريا بل ان البعض من المحللين العسكريين يرون بأن هناك مباركة روسية مبطنة لهذه الغارات لتزيد من الضغوط العربية والدولية الرامية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا حيث ان هذه الضربات تستهدف القوات السورية وحلفائها من الإيرانيين ومسلحي حزب الله وغيرهم ولم يسبق لها ان استهدفت القوات الروسية الا فيما ندر ..
* رسائل إسرائيلية متعددة
بحسب الكثير من المحللين والمختصين فإن هذه الغارات الإسرائيلية تأتي بعد المباركة والتأييد الأمريكي لضم هضبة الجولان إلى إسرائيل رسميا وإنهاء صفة الإحتلال عنها وهو ما قوبل بإدانة عربية خجولة اضافة إلى أن هذه الغارات تأتي كرسائل إسرائيلية داخلية حيث يريد نتنياهو القول لخصومه أنه قادر على حماية الإسرائيليين وضرب المقاومة في غزة بعد اطلاقها للصواريخ على أهداف إسرائيلية ليس هذا فحسب ولكنه قادر على داعمي المقاومة في غزة بضرب الأهداف الإيرانية والسورية في عمق الداخل السوري كما ان هذه الغارات تمثل رسائل إسرائيلية لإيران والنظام السوري بأن القيادة الإسرائيلية قادرة على ضم هضبة الجولان والذهاب لما هو أبعد من هذا بقصف الأهداف السورية والإيرانية داخل سوريا في ظل تأييد أمريكي وتواطؤ عربي ومباركة عربية مبطنة لهذه الضربات الإسرائيلية إذ ان إخراج القوات الإيرانية من سوريا شرط عربي لعودة تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد . 
* إحراج إسرائيلي ل" محور المقاومة " 
المنظرون لنظام السوري وحلفائه من الايرانيين وحزب الله وغيرهم يرون ان المعركة في سوريا ما تزال داخلية وانه لم يتم القضاء على " الإرهاب "  في الداخل السوري ولم يحن الوقت بعد للرد على هذه الغارات الإسرائيلية ، كما ان القوات الإيرانية في سوريا ما تزال مشغولة بإعادة تموضعها وانتشارها وترتيب أسباب وعوامل بقاءها بسوريا لكن تواصل هذه الغارات وتزايدها يسبب حرجا بالغا للنظام السوري وحلفائه من " محور المقاومة " الذين يرون أنه قد طفح الكيل وفاض الكأس ولابد من رد نوعي يعيد الإعتبار لدول وحركات " محور المقاومة " وخطابها الذي فقد الكثير من مصداقيته بالصمت على هذه الغارات الإسرائيلية التي تضرب في العمق السوري دون رد حقيقي في الوقت نفسه يدرس النظام السوري والإيراني خياراته جيدا فيجدها قليلة في هده الفترة ويجد ان المقاومة في غزة بقصفها أهداف إسرائيلية في العمق الإسرائيلي ربما ترفع عنه بعض الحرج وتشغل إسرائيل عن قصفها لأهداف داخل سوريا ولكن السؤال الذي ما يزال بلا إجابة : إلى متى سيستمر الصمت السوري والإيراني على هذه الغارات الإسرائيلية ؟!!  


* باحث متخصص في الشأن الإيراني