محمد مصطفى العمراني

محمد مصطفى العمراني

كيف ستخسر إيران ورقة " مضيق هرمز " الإستراتيجي بدون حرب ؟!

2019-03-08 الساعة 23:58

 

 

يمثل مضيق هرمز أحد أهم المضايق البحرية الإستراتيجية في العالم كون 40% من صادرات النفط العالمي والتجارة الدولية تمر عبر هذا المضيق الذي هو أحد أوراق إيران العسكرية التي تلوح بها دائما حيث تهدد باغلاقه إن منعت من تصدير نفطها بموجب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وتجري بقربه مناورات عسكرية بحرية كاختبار لمدى قدرتها على إغلاق المضيق والتعامل مع اي هجوم عسكري قد تتعرض له في حال إغلاق المضيق. 
من وجهة نظري إيران لن تغلق مضيق هرمز أبدا وكل ما يحدث هو في إطار التهديد والتذكير بورقة عرقلة تدفق 40 % من النفط العالمي والتجارة الدولية ذلك أنها تدرك ان إغلاق مضيق حيوي كمضيق هرمز ستكون مغامرة غير محسوبة المخاطر وقد تكون لها تداعيات كارثية بكل المقاييس . 

على المدى القريب لن تغلق إيران المضيق لأنها لم تمنع حتى الآن من تصدير نفطها بشكل كامل ولن تقوم الولايات المتحدة بمنعها من تصدير نفطها إلى المستوى الذي يجعلها تقدم على خطوة خطيرة كهذه ولكن تظل السيطرة الإيرانية على هذا المضيق الهام أحد عوامل قوة إيران ويظل احتمال إغلاقه مستقبلا أمرا واردا ولو بنسبة 1 % . 

من وجهة نظري إيران تتعرض لضغوطات اقتصادية أمريكية وليس لحصار اقتصادي شامل بمعنى اوضح العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط الإيراني لا تستهدف ايقاف تصديره وانما تقليص تصديره وتقليل الكميات المصدرة منه إلى النصف أو قريب من النصف بحيث يؤدي هذا الأمر إلى اذعان إيران لهذه العقوبات ورضوخها لهذه الضغوط وجلوسها مع الأمريكان على طاولة تفاهم سرية للتباحث والتفاهم حول ملفات عديدة في اطار لعبة مصالح دولية تخدم كلا الطرفين . 

لكن هل سيظل لمضيق هرمز تلك الأهمية الدولية مستقبلا بعد أن تقوم السعودية بتصدير نفطها عبر ميناء نشطون اليمني الواقع في محافظة المهرة ؟! 

منذ أشهر تقوم شركة سعودية بمد أنبوب نفط من منطقة الخراخير السعودية إلى ميناء نشطون في المهرة كما تقوم بعمل توسعة ضخمة لهذا الميناء بحيث يتحول إلى ميناء دولي كبير يصدر عبره الملايين من براميل النفط يوميا ، وليست السعودية وحدها من تسعى لتخليص نفطها من مخاطر إغلاق مضيق هرمز بل لقد قامت الحكومة العراقية بتوقيع اتفاقية مع الأردن لمد انبوب نفط إلى خليج العقبة وبكلفة تجاوزت 18 مليار دولار . 
الإمارات وبقية دول الخليج قد تتخذ خطوات مماثلة للخطوة السعودية والعراقية وبهذا يتم تجريد مضيق هرمز من أهميته الدولية ويصبح تهديد إيران بإغلاق هذا المضيق لا معنى له كما يتم تجريد إيران من ورقة هي من أهم اوراقها .

 إيران منزعجة جدا من الخطوة السعودية لمد أنبوب نفط عبر اليمن ولذا تواصلت عبر جهات وشخصيات في سلطنة عمان مع شخصيات يمنية في المهرة ودعمتها لعرقلة هذا المشروع كونه ينتهك السيادة اليمنية كما تحرض عبر مختلف قنواتها على التواجد السعودي في المهرة ولذا تسعى السعودية لكسب ود أهالي المهرة عبر ضخ العشرات من المشاريع التنموية وتقديم المساعدات المتنوعة . 

من وجهة نظري مضيق هرمز سيفقد أهميته الدولية عندما تبدأ السعودية بتصدير نفطها عبر ميناء نشطون اليمني وتتبعها دول الخليج بخطوة مماثلة ويبدأ العراق بتصدير نفطة عبر ميناء العقبة الأردني وحينها سيتم وبشكل سلمي تجريد إيران من أهم اوراقها العسكرية في المنطقة وخطوة كهذه بلا شك ستخصم من قوة إيران في المنطقة . 



* باحث متخصص في الشأن الإيراني