د كمال البعداني

د كمال البعداني

مشاورات السويد و ( بجم ) يا سالم .

2018-12-14 الساعة 00:45



لا ادري وانا اتابع مشاورات السويد كيف قفزت حكاية (سالم ) الى مخيلتي هذه الليلة رغم اني سمعتها في الطفولة من جدتي رحمها الله . 
حيث كان هذا (سالم ) يمتلك مزرعة جميلة في احدى المناطق الريفية لكنه للاسف اهملها ولم يعتني بها جيدا او يعمل على حمايتها من السيول .. وفي فترة من الفترات امطرت السماء مطرا غزيرا استمر ايام وتدفق بسببه سيل كثيف في السائلة التي تفصل سالم عن مزرعته . 
فقرر سالم المخاطرة وعبور السائلة وسط السيل. من اجل الوصول الى مزرعته ومحاولة ابعاد السيل عنها بكل الطرق .. اخبر اسرته بقراره فحذروه من اجتياز السيل الجارف فقال لهم لا تخافوا فقد وعدني عيال الحاج( فرحان) الذين يسكنون في الضفة الاخرى من السائلة انهم سيساعدوني ويقفون معي وسوف يقذفون لي بحبل قوي امسك به وهم سوف يشدوني الى الجانب الاخر والوصول الى مزرعتي .
وهنا صاحت الأم وقالت الم تجد إلا اولاد فرحان ؟ هؤلاء يا ابني ما يعصب بهم راس ولا قد نفعوا احد نكبوا عيال فلان وعيال فلان وعيال فلان كم اعد لك يا ولدي من ضحايا وانا عمري يقترب من التسعين وعارفة بكل حاجة هؤلاء من ايام جدك وهم طامعين بالمزرعة حقنا .
. بحجر الله ابعد لك منهم وشوف لك طريق ثانية .. فقال لها سالم قد تغيروا كثير يا امي وقد طبعوا وجوههم لي انهم بايوقفوا معي الى النهاية مهما كان الامر .. 
المهم خرج سالم من بيته وقرر العبور وفعلا قذف له اولاد فرحان بطرف الحبل وامسك به بصعوبه .. طلب منه اولاد فرحان ان يطويه على جسمه جيدا ففعل . 
بدا بإجتياز السيل بينما افراد الاسرة يراقبون الموقف ويضربون سلام لاولاد فرحان في الجانب الاخر ويقولون شكرا يا عيال فرحان شكرا يا عيال فرحان لن ننسى موقفكم معنا فيرد عيال فرحان الذين كانوا يمسكون بالطرف الاخر من الحبل ويشدون سالم .. ويقولون هذا واجبنا ولا شكر على واجب . 
وبعد اجتياز سالم لمسافة بسيطة من السائلة العريضة لا حظ افراد اسرته ان عيال فرحان بدأوا يتصرفوا تصرفات غريبة مع سالم فمرة يرخون الحبل ومرة اخرى يسحبون سالم في الاتجاه العكسي ..
وسالم المسكين يتلبج وسط السيل وبدا الماء يدخل الى جوفه وهنا يصيح افراد اسرة سالم الذين يراقبون المشهد ويقولون شدوا الحبل يا عيال فرحان يا منعاه . فيشد عيال فرحان الحبل فيقول افراد الاسرة شكرا عيال فر حان فيردون هذا واجب ولا شكر على واجب .
. طال الوقت و سالم وسط السيل والبرد وقد اوشك على الهلاك وعيال فرحان يمارسون نفس الاساليب
. وبعد جهد جهيد وتشجيع افراد الاسرة. 
اقترب سالم من الوصول الى الجانب الاخر .غير انه وفي تلك اللحظة قام عيال فرحان بترك الحبل من ايديهم والقوه في الماء . فسحب السيل ( سالم ) واخذ يقذف به في كل اتجاه وهو موثق بالحبل ولا يستطيع الحركة . بينما اخذ عيال فرحان يجرون في محاذاته وهم يصيحون ( بجم ) يا سالم ( بجم ) يا سالم .. اي اغلق فمك جيدا حتى لا يدخل ماء السيل الى جوفك .. يريدون ان يسمعهم افراد الاسرة على انهم يوجهون النصح لسالم ولم يتخلوا عنه .. لكن الأم المسكينة التي كانت تتابع ما يحدث اولا باول . صرخت وقالت الله يسامحك يا سالم انا عارفة من اولها وانا قد حذرتك من عيال فرحان وقلت لك رحلك منهم ... هؤلاء مقد بيضوا وجه مسلم ولا اقالوا عثرة .. ودعتك الله يا سالم والله يكتب لك الخير وحسبي الله على عيال فرحان ... رحم الله جدتي التي حكت لي هذه الحكاية في طفولتي ولا تزال في ذاكرتي حتى الآن.