عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

ضرورة إعادة بناء الشرعية.!

2018-08-16 الساعة 21:06

سهامنا ستظل مصوبة بإتجاه المشاريع الإرهابية والطائفية والمذهبية والمناطقية؛ ولصالح سفينة الوطن التي تحمل الجميع؛ بدون فرز ديني أو مناطقي أو مذهبي أو عرقي أو حزبي أو ....الخ.

بين الفينة والأخرى؛ ولضمانة ديمومة وتماسك السفينة التي تقلنا في رحلة الكفاح ضد الإرهاب الحوثي والتطرف الإيراني؛ لابد لنا من التوقف لبعض الوقت لإجراء تقييم وصيانة لأجزاء السفينة وتفقد محركها؛ وتنظيف ردهاتها لضمانة القضاء على الفئران التي تتسلل إليها؛ أو على الأقل كبح تكاثرها.
لابد من تقييم أداء الشرعية بين فترة وأخرى؛ ونقد الاخطاء لضمانة إبحار آمن وسلس. 
هناك قضايا ستقضي على من نجا من ألغام ونيران الحوثه؛ إن تجاهلنا نقدها وإصلاحها.
 سأتناول تلك القضايا.

سبب إنهيار العملة اليمنية:
1. تم طباعة حوالي الف ومائتا مليار ريال بدون غطاء لها بالدولار ؛ وعدم معرفة مصير معظمها. 
2. تم صرف تلك الأموال الهائلة في المحافظات الجنوبية فقط؛ ومعظمها صُرفت بطرق غير قانونية؛ فأغرقت السوق بالعملة المحلية؛ وتم شراء  الدولار والريال السعودي من الأسواق بمعظم تلك الأموال؛ وهُربت إلى الخارج.
3. كانت مرتبات موظفي الدولة بجميع المحافظات اليمنية والميزانية التشغيلية للحكومة والوزارات حتى تم نقل البنك المركزي إلى عدن حوالي 75 مليار ريال شهرياً؛ واليوم مايصرفه البنك المركزي في المحافظات الجنوبية فقط يصل إلى 74 مليار ريال؛ وهذه الأموال تسببت في إنهيار العملة لليمن الموحد؛ وضياع مقتنيات ومدخرات أبناء اليمن جميعاً؛ ولصالح ثلة من الفاسدين والمتاجرين بآلام ومعاناة الشعب اليمني.
4. في اليمن يوجد لصوص في الطرقات النائية والأماكن المظلمة؛ إلا أنه يوجد أكثر منهم يكمُنّ للناس في مؤسسات الدولة؛ ومن رفع صوته ضدهم أتهموه بمعاداة شرعية الرئيس هادي أو بالبحث عن منصب أو بالأرتباط بالنظام السابق؛ وأطلقوا عليه الكتبة والمأجورين لتشويه صورته؛ وبأموال الشعب اليمني المظلوم !.
5. لدينا أبو اليمامة يمارس العنصرية المناطقية ضد أبناء الشمال جهاراً؛ ويحرض ضدهم ويدعو علناً لإستهدافهم ونهب أموالهم ومنعهم من دخول الجنوب؛ وللأسف هناك الكثير والكثير من شاكلة أبو اليمامة داخل مؤسسات الدولة؛ يمارسوا الطقوس الوحدوية خطابياً ويمارسوا المناطقية والإنفصالية عملياً وإدارياً وفعلياً، وبربطات عنق جميلة ونظارات ذات ماركات عالمية وبأموال الشعب اليمني؛ فدولة الوحدة اليوم تُدار بشخصيات جنوبية وياليت أن ذلك يرضي العطاس ومكاوي.!
6. أصبحنا محاصرين بالموت من كل الجهات؛ فالإرهاب المناطقي في الجنوب والإرهاب الحوثي في الشمال؛ والإرهاب الحكومي الإقصائي الفاسد يتربص بنا في مؤسسات الدولة التي مازال الشعب اليمني معول عليها.
7. أصبح المواطن الشمالي محاصر بنارين، نار هدر وإستغلال ونهب ثروات البلد بمعاول دعاة الإنفصال؛ ونار آخرى بمعاول دعاة الوحدة! والإبتزاز سيد الموقف؛ وللعلم صار معظم أبناء الشمال مع حل "تغريبة" الجنوب بحل جذري حتى لو كان بالإنفصال؛ والكرة اليوم في مرمى الجنوب؛ وصار حلم أهل الشمال اليوم فقط البقاء على قيد الحياة؛ ولم يعدّ أحد يهتم لوحدة أو إنفصال.
8. هناك فساد مالي وإداري وتعيينات أسرية ومناطقية؛ ومدفوعة الأجر تتم بإسم الرئيس بدون علمه ومعرفته.
9. المواطن اليمني في الداخل والخارج؛ وبعد نفاذ مدخراته وضياعها بسبب الحوثي؛ يعاني من فقر مدقع؛ في الوقت الذي يرى فيها قيادات الشرعية يتنافسون على شراء الفلل والسيارات الفارهة.

الخلاصة:
لا شرعية إلا للرئيس عبدربه منصور هادي؛ الذي أتى إلى السلطة بإنتخابات شعبية؛ ولن يذهب إلا عبر الإنتخابات؛ وذلك بعد تخليص اليمن من الجماعات الإرهابية الحوثية المسنودة بتطرف وطائفية النظام الإيراني؛ إلا أنه يظل المسؤول الوحيد عن مايحدث.

الرئيس هو من يجب أن نحافظ على شرعيته ونقف معه؛ وما دون ذلك هم مجرد موظفين معرضين للنقد والعزل والحبس.
هناك ممارسات عنصرية مناطقية تُمارس في مؤسسات الدولة ضد الموظفين من أبناء الشمال؛ وهناك تسريح مُنظم ضدهم لصالح أبناء المحافظات الجنوبية وبمعايير أُسرية مناطقية؛ وهذا الكلام طرحته لفخامة الرئيس شخصياً في شهر فبراير وشهر شعبان؛ ويجب أن تتوقف هذه الممارسات والسياسات العنصرية.

. هناك فاسدين داخل مؤسسات الدولة يمارسوا الفساد والإفساد مستغلين إنشغال الجميع بمواجهة الجماعات الإرهابية الحوثية في مناطق الشمال.

الشعب اليمني معول على الرئيس في تصحيح الإختلالات داخل مؤسسات الدولة؛ وتعزيز وتنظيم وإعادة بناء الشرعية؛ لضمانة تسريع عجلة إنقاذ الشعب اليمني من قبضة المليشيات الحوثية الطائفية السلالية الإرهابية. 

 تغييب الشمال وتهميشه يصب في صالح المشروع الحوثي الطائفي السلالي؛ ويجب أن تتوقف السياسة الممنهجة لإقصاء قيادات وموظفي المحافظات الشمالية من الوظيفة العامة.

 تغييب المؤتمر الشعبي العام وإستمرار الخلافات يين القوى السياسية يصب في صالح الأحزاب والجماعات الدينية والمذهبية والمناطقية.

 يجب أن يكون هناك فصل بين تأييد الشرعية وإنتقاد ممارساتها الخاطئة؛ ويجب على أبناء الشمال الإستمرار في مواجهة جماعة الحوثي الإرهابية وفي الوقت نفسه رفض تغييبهم وتهميشهم وإقصائهم عن الوظيفة العامة من قبل إخواننا قيادات الجنوب المسيطرين على قرار ومؤسسات ومواقع دولة الوحدة؛ وإن السكوت خشية الحوثي لم يجدي نفعاً؛ بل دفع البعض لتعميق الممارسات الإقصائية والمناطقية ضد الشمال.

أقترح إعادة هيكلة وبناء الشرعية كالتالى:
1. تعيين شخصية شمالية رئيساً للوزراء. 
2. تعيين شخصية جنوبية نائباً لرئيس الوزراء لشؤون المحافظات الجنوبية بصلاحيات كاملة.
3. مناصفة الحقائب الوزارية والسفارات بين الشمال والجنوب حسب مانصت عليه مخرجات الحوار الوطني؛ وبمعايير الخبرة والكفاءة والسمعة الحسنة. 
4. تقليص عدد الوزارات إلى النصف.
5. إلغاء كل القرارات الجمهورية والوزارية السابقة التي دفعت بأبناء وبنات وزوجات وأنساب وسائقي وصديقات وجيران الوزراء والسفراء إلى المواقع القيادية العليا للدولة.

أخبرني سفير دولة أجنبية باليمن أنه سأل وزير عن كيفية إدارته لوزارته من "خارج اليمن" فكان رد الوزير بالقول (يكفيني أنني لم أُعين أحد من أولادي في مواقع قيادية في الوزارة)!!!.
فعلاً مؤلم مايحدث!!!
لا يوجد من يستحق تقبيل الأيدي بل والأرجل إلا المرابطين على قمم الجبال وسواحل وسهول ووديان اليمن من أبناء الجيش والمقاومة الذين نذروا دماؤهم لمواجهة التطرف الحوثي ومشروع الهاشمية السياسية في اليمن؛ وهم وبدعم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية من يزلزلوا الأرض من تحت أقدام الإرهابيين الحوثه والإيرانيين؛ فسلام الله عليهم...

قي مقال سابق أنتقدت فيه فساد رئيس الحكومة فأوعز لشلته بالقول أنني طلبت منه تعييني وزيراً للخارجية؛ واليوم بالتأكيد سيبرر إنتقادي بإنني طلبت منه تعييني وزيراً للدفاع للشؤون المالية والعقارية...!
النصر للشعب اليمني الصابر.

لندن.
16 أغسطس 2018م.