عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

هذا مابيننا وبين الحوثيين !!

2018-06-23 الساعة 21:13

الذي انا متيقن منه كمواطن يمني أني لم اختلف يوما مع اي حوثي على أرض أو تجارة أو ساقية ماء بل لم تدخل غنمي في مزرعة أحدهم يوما  .. فلقد كنا نجلس سويا على الرصيف وفي المقيل نتجاذب اطراف الحديث ونستمتع بجمال التاريخ من حولنا ونتشارك مناسباتنا حلوها و مرها .
حتى ابني لم يتشاجر مع ابن حوثي قط ولو على بالونه بل كان كل منهما يضع يده على كتف الآخر ويمضيان يوما جميلا في اللهو والجد واللعب بل أن  زوجتي لم تلمز او تغمز او ( تتقالع)  مع زوجة أي حوثي بل كانتا سمنا على عسل يجتمعان على قهوة الولاد و بُن ( الوفاء) و فيمتو الأعراس ويتبادلان الحديث بأريحية من ( شباك) الدار وفي ( دهليز) المنزل حتى أن الطبيخ كان يحترق على النار وهما يعقدان اتفاقا للخروج لنزهة في البستان المجاور للحارة. ..  
كنا نعيش في وضع أشبه بالآمن والمستقر  يسوده التآخي وحسن الجوار كنا أفرادا وأُسراً نعيش مواطنة سليمة وإن اختلفنا فسحابة صيف سرعان ماتزول ، وفجأة ودون سابق إنذار حمل الحوثي الكبير وابنه الصغير والاوسط  السلاح بل وأضحت الجارة الطيبة ( زينبية) متوحشة السلوك والمشاعر فمزقوا بصرخاتهم وزواملهم أُلفتنا وطلبوا واستعدوا الجن (فركضوهم وركضونا)  وتربصوا لنا في كل طريق وكمنوا لسعادتنا وسكينتنا وطمأنينتنا وحريتنا وكرامتنا..فجروا مسجدي ، دمروا دارا كنت احفظ فيه القرآن ، توجهوا إلى منزلي احالوه حجرا على حجر ، هرعوا إلى راتبي فقطعوه ؛ لم يبق إلا أنا الإنسان ( الأخ و الجار والصاحب و الصديق ) انطلقوا إلى ماتبقى مني بعد ترويعي وإرهابي فانهالوا بوحشيتهم على آدميتي فأعدوا ماستطاعوا من انتهاكات وانتهكوا إنسانيتي في مختطفاتهم.. ابتسم لي الحظ أياما فخرجت منه يوما مشلولا ويوما معاقا و يوما فاقد الذاكرة ويوما مجنونا وفي آخر يوم خرجت  ميتا مافي جسمي موضع نملة إلا وفيه إجرام وجريمة سلالية عنصرية طائفية...
حاولت أن استرجع علاقتي بالحوثيين قبل توحشهم فلم أجد مايستدعي لكل ذلك الإجرام نحوي غير أني كمواطن وفرد من أفراد الشعب ضممت صوتي لصوت الشعب وصحنا جميعا  بعد انقلابهم : 
 والحكم بالغصب رجعيٌّ نقاومه : : حتى ولو لبس الحكام مالبسوا .
ومنذ تلك اللحظة قام الحوثيون ولم يقعدوا واتهموا الشعب بالدعششة والعمالة والإرتزاق وأنه ينازعهم - حسب زعمهم- حقهم الإلهي في الحكم واستعباد الأمم فعمدوا للبطش والتنكيل بشعب يرفضهم.. والخراب والتدمير لوطن يلفظهم...