عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

الحوثيون من الإنقضاض إلى الإنقراض

2018-05-29 الساعة 00:03

في تاريخ الشعوب والأمم والملوك يجد الماهر بقراءة التاريخ ببصيرته أن الدول التي تُبنى وتؤسس على الإستبداد أو التي تتخذ الإستبداد بعد تأسيسها وسيلة لديمومتها تمضي إلى السقوط ومع مضيها للسقوط تحاول التشبث بالملك بكل ما أوتيت من قوة و مكابرة قد حُجب على عيني حكامها بغشاوة فماعادوا يرون طريقا للتراجع أو حتى الخروج من السلطة بأقل الخسائر..

ظلت مملكة الأئمة في اليمن مئات السنين في تأسيس بنيانها المشوه متخذة من الدين عباءة تخفي مطامعها وسوء نواياها وحينما ألقت بأباطيلها ودجلها بين العامة اتخذتهم وسيلة للبطش وتجذير حكمها ووقودا تمضي به لتحقيق أطماعها ، طيلة ديكتاتورية دولة الأئمة كانت مع مَدِها تتعرض للجزر والإنحسار والحصار والتفاوض والتصالح غير أن أئمة الدولة الهادوية كانوا على وتيرة واحدة من المكر والكيد والحمق إذا أنهم لم يكونوا يعتبرون من الهزائم التي كانوا يُمنوا بها فسرعان ماينقلبون على أي اتفاق مع القوىالتي كانت تحالفهم او تناوئهم بل و فيما بينهم كان كل إمام يمكُر بإخيه أو ابن عمه الإمام في القرية المجاورة وينقلب عليه ويقتله وكل ذلك الطيش والتمرد والبطش يرونه من أركان دوام الولاية لهم وأنهم المخصصون بها وتنطبق عليهم صفاتها ومعهم بذلك شاهد ودليل سماوي لايقبل النقاش.

طيلة حكم الأئمة لليمن لم يجن اليمنيون إلا البؤس والشقاء والعزلة وإقحامهم في حروب عبثية أهلكته وأبقت الأئمة الذين غرهم استبدادهم حتى سقطت دولتهم حينما خرج ثلة من الأحرار من ظلمات المملكة المتوكلية إلى نور الجمهوريات والتي عادوا منها بمشاعل الحرية ليوقدوا شعلة 26سبتمبر لتشرق بعدها أنوار الجمهورية اليمنية.

 الحوثيون بالأمس يمضون على مامضىأجدادهم فانحدروا من كل حدب يمكرون ويكيدون وينشرون الخرافات والأباطيل ويسقطون الجمهورية بالدجل والأكاذيب ، وصلوا بأسلحة الدولة التي نهبوها وبقطيعهم والمغرر بهم إلى عدن و شبوة وإلىأقصى حدود الجمهورية وتحكموا في الساحل الغربي فعاثوا في كل مكان وصلوا اليه فسادا وإجراما وهم يدّعون ملاحقة أمريكا و إسرائيل ومع بلوغ اجرامهم منتهاه دُحروا من مارب وهزموا في عدن هزيمة نكراء و في تعز طُردوا من معظمها وفي شبوة جرو أذيال الخزي والعار ويولون الأدبار في البيضاء والجوف وفي صعده ضاقت عليهم الأرض وفي الساحل الغربي التقمهم موج الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وهاهي الحديدة تنفض غبارهم ورمادهم ومع كل هزيمة يتلقاها الحوثيون يتشبثون بالوهم ويدّعون الإنسحاب التكتيكي بينما حجم جثث هلكاهم المهولة تحكي شر هزائم تلقونها.

فتوحات ربانية رمضانية جمهورية تتوالى وحصار للمليشيا وانحسار لاستبدادها وانفضاض لقطيعها وقريبا سيكون إنقراض هذه المليشيا الإماميه العنصرية ، إنه ومع هذه الإنتصارات حريٌ وواجبٌ على كل مكونات الجمهورية بكل توجهاتها أن يتذكروا جرائم المليشيا الحوثية والتي لم تستثن أحدا فيكونون يدٌ واحدة تحمل راية الجمهورية ولها غاية واحدة وليس بعد عودة الجمهورية ودولة النظام والقانون والحرية والعدالة والمساواة من غاية.