عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

إنسحاب الجنرال المطلوب ونهاية الزعيم المتوقعة

2018-05-22 الساعة 22:11

حينما تمرد صالح على حلفائه الحوثيين وقفنا معه لإدراكنا أن الحوثي عدو الجميع و أشد خطرا منه على الرغم من أن صالح كان سببا رئيسا إلى جانب أسباب خارجية لتفرعن الحوثي إلا أن ذلك لم يمنعنا من الوقوف مع صالح غير أن الأمور جاءت معاكسة ومفاجئة ومخيبة للآمال.

 

مقتل صالح بتلك الوحشية العنصرية  لم يكن مستغربا ومستبعدا لأن صالح  يرى فيه الإماميون عدوا لدودا  هذا من جانب ومن جانب آخر فإن صالح منذ اللحظة الأولى لتحرك الحوثيين كان ممن دعم وساند الحوثيين برجاله وحرسه وأموال الدولة ومع أول توقيع لتحالفه مع الحوثيين فإن صالح قد أمضى على حكم إعدامه وإنما تأخر الحكم ليستنفذ الحوثيين كل مقدرات وقوة صالح المادية والمعنوية لسيطرتهم الكاملة على الدولة.

 

لقد أفضى صالح إلى ماقدم وما عاد يفيد لومه وعتابه في شيء وإنما ليتعظ البقية وليعلموا علم اليقين أن الحوثيين لا أمان لهم ولاعهد ولاميثاق وأن الولاء يكون بعد الله للأوطان وإن الدم والروح والغالي والنفيس لاتمنح إلا لمن يحمل أمانة الأمة ويصونها وفي كل الأحوال فإن الشعب (مالَه إلا الله.)

 

لقد أمِن صالح إلى جموع السبعين غير أنها في الوقت الحرج لم تقم بالواجب معه هي وقواته وحرسه الخاص لتسرُبها وتفلتها منه ولتبخر عزائمها أمام بطش المليشيا الحوثية فأصبح صيدا سهلا للعصابة الإمامية في حين لم يسعف صالح الوقت للإنسحاب رغم أنه كان من ضمن المخطط هو انسحابه وخروجه من صنعاء لكن الحوثيين كانوا قد اخترقوا كل دفاعاته وعلموا بحركاته وسكناته فمااستطاع الإنسحاب وآثر القتال حتى قُتل.

 

حينما انسحب الفريق محسن فإنما انسحب لإدراكه أن الدولة التي كان يحتمي بها كانت تتهاوى وتسري في اوصالها الخيانة والتواطؤ ولم يكن يركن لجماهير الستين لإنها لم تخرج لسواد عينيه وإنما لسواد عيون الوطن ، لقد اقتنص الفريق فرصة الإنسحاب حين اختلت موازين القوى وبرزت أنياب المؤامرة ومن الحماقة أن يدَّعي الإنسان الشجاعة والإقدام في موطن التراجع والإحجام أسلم وأمكن ولو كان الإنسحاب عارا ومنقصة لكان خالد بن الوليد أول من تجلل بالعار يوم مؤته حين ادرك شدة الخطر فآثر الإنسحاب.

 

ختاما إنسحاب محسن مكنه لأن يعود لترتيب الصف والإعداد لمعركة استعادة الجمهورية ولم يكن إنسحابا للراحة والدعة و لايستطيع أحد أن يحكم على أن  الإنسحاب يكون عارا اوفشلا والمواجهة و القتال حتى آخر لحظة بطولةً فالأمور تقدر  بقدرها  ، فليس كل من انسحب جبانا وليس كل من فضل المواجهة شجاعا.

وإنه يجب على جميع القوى التوحد صفا والتحلق حول راية الجمهورية والشرعية لمواجهة أقبح عصابة مليشاوية إمامية أهلكت الحرث والنسل والسمو فوق الجراح والتنازل لإجل الوطن والأمة وترك المناكفات التي لاتقود إلا إلى التنازع والفشل