علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

حلم زايد ووحدة اليمن وسيادتها..

2018-05-09 الساعة 22:48

في مايو 2010 استضافتني إذاعة صنعاء وإذاعة الرياض في بث مباشر مشترك، بمناسبة العيد العشرين للوحدة اليمنية، مع المؤرخ الدكتور محمد ال زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي السابق..

 

كان الحديث مركزا على الوحدة اليمنية، وجرى التعريج كثيرا، على مشروعين وحدويين مهمين في جزيرة العرب، أحدهما الذي أقامه الملك عبد العزيز ال سعود، والآخر الذي أقامه الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان..

 

في 2011، تحدث الأستاذ محمد حسنين هيكل عن الربيع العربي، وتحدث عن ثورة الربيع في مصر العزيزة، مفاخرا ، وبدا كمن يسخر من ثورة اليمن، وقال : هولاء قبائل يحاولون إقامة دولة..! وعلقت على كلام هيكل حينها في أكثر من مناسبة، وقلت إن أهم مشروع أنجزه العرب، في القرن العشرين، وربما منذ قرون، هو المشروع الوحدوي الذي أنجزه قبيلي من جزيرة العرب، الملك عبد العزيز ال سعود، الذي وحد عدة دول وأقاليم في جزيرة العرب وأقام ما يشبه إمبراطورية عربية مهمة في زمن صعب وظروف معقدة..

 

تحتفي الإمارات الشقيقة بمئوية زايد، ومن الحق الإحتفاء بمثل زايد الوحدوي العروبي الإنسان قائد مشروع اتحاد الإمارات العربية .. وفِي اليمن فإن لزايد مكانة كبيرة، ولو أحصيت أسماء الأشخاص الذي أسماهم آباءهم تيمنا بزايد، فستعرف مكانة زايد المرموقة في اليمن.. في 1983، قال خالي ، جاء لنا ولد يا علي ، أيش نسميه ..؟ قلت : زايد ..!

 

قال الدكتور محمد ال زلفة ، في تلك المقابلة : كان حلم زايد أن لا يقضي نحبه إلا وقد توحدت جزيرة العرب..

 

لكن أحدهم قال معلقا على أحداث عدن أواخر يناير الماضي , في تغريدة له، ويقال إنه مستشار لقيادي كبير في الإمارات : جئنا الجنوب وهو ( منفصلا) ، وسنتركه وهو ( منفصلا) أيضا..!

 

المستشار الأكاديمي نفسه، علق على التطورات في سقطرى، بالقول : استيقضوا على سقطرى متأخرين ، الأمر محسوم من زمن يا سادة يا كرام..(!)

 

الذي ندركه ونفهمه ونفترضه بأن لا مشكلة للإمارات كدولة وقيادة مع اليمن، ولا مع وحدتها ، وقد أعلن الشيخ زايد، يوم 22 مايو 1990، عطلة رسمية، فهل هي مشكلة المستشارين..؟!

 

بيان الحكومة اليمنية حول سقطرى قال : هناك تنازع لمن تكون السيادة.. هل يعقل هذا..؟ وقالت مسؤلة إماراتية ل bbc : ما الذي جاء برئيس الوزراء بن دغر إلى سقطرى..؟! ونعرف أن الرئيس هادي لا يستطيع العودة إلى عدن ، للحيثيات غير المبررة وغير المقبولة وَغير المعقولة، التي نعلمها..

 

قبل أيام شاهدنا قادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي، يستعرضون حرس شرف، أو ما يشبه، مع نشيد قالوا إنه وطني.! كيف يراد لنا أن نفهم هذا ، ونقرأه ونتعامل معه ، ولماذا يتم دعم مشروع خطير كهذا ، إن حتى مجرد غض الطرف عنه أو السكوت لا يعقل ولا يقبل..

 

يا إخواننا والله لن تجدوا من هو أكثر صبرا وأطول بالا ، وحكمة، من الرئيس هادي ، وهو رأس الشرعية، وكذلك رئيس الوزراء بن دغر.. وإن التفاهم مع هولاء العقلاء، ومن في صفهم في الشرعية ، بِمَا يحفط كرامة اليمن وسيادتها ووحدتها أولى وأجدر وأنفع للجميع ..

 

وفي الوقت الذي نقدر فيه عاليا موقف خادم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، الذي يؤكد في كل مناسبة، على وحدة اليمن وأمنه وسلامة أراضيه، آخرها في مؤتمر القمة العربية في الرياض.. فإنا لا نجد مبررا واحدا لمواقف آخرين تبدو كمن يمضي في اتجاه معاكس..

 

قلنا مرارا إن وحدة اليمن مسألة تتعلق بالكرامة أكثر من أي شيء آخر ، وبالقدر الذي لا نقبل التقسيم ولا التقزيم لليمن، فإنا نتوق إلى اتحاد أوسع في جزيرة العرب،بعد كل هذه الحروب والفتن، تمهيدا لوحدة عربية أشمل، لا مستقبل للعرب إلا بها.. قد يسخر البعض من حلم كهذا ، وقد يكون معهم حق في ظل ما يجري في الوطن العربي.. لكن الأوربيين تقاتلوا عقودا وقرونا ، وفِي النهاية، وجدوا في الوحدة حلا وملاذا..

 

بقي أن اختتم وأقول : إني أكتب هنا على صفحتي، بشعور من وجد نفسه مشردا خارج وطنه، منذ اليوم التالي لغزو الحوثي الغاشم لعاصمة بلادي ، ووجدان من يشاهد، كل يوم، ما يحل بأهله ووطنه من مآسي وآلام ، وتصرفات ومواقف عجيبة وغريبة، وما وافق سياسة حكومتي، فهو المأمول ، وما خالفه أتحمل مسؤليته وحدي ..