عبدالله مصلح

عبدالله مصلح

ثورة فبراير وحكومة الوفاق

2018-02-14 الساعة 21:29

معظم الثورات الناجحة في العالم لم تؤتي ثمارها الإيجابية إلا بعد فترة زمنية طويلة قد تمتد إلى عقود.

أما ثورة 11 فبراير التي لم تنجز بصورة كاملة وكما ينبغي لها، فقد لمسنا أولى ثمارها في زمن قياسي من خلال حكومة الوفاق الوطني برئاسة المناضل محمد سالم باسندوة الذي كان على رأس قيادة المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية.

لقد كانت ثورة فبراير أول ثورة سلمية في اليمن أنتجت أول حكومة يمنية في تاريخ اليمن تتألف من مختلف القوى السياسية وبمنأى عن رغبة الرئيس الفرد كما كان معتادا.

ولذلك فقد استطاعت حكومة باسندوة أن تحقق الكثير من المنجزات رغم العراقيل المفتعلة والعوائق الممنهجة، ومع أن نصف أعضائها كانوا محسوبين على النظام الذي قامت ضده ثورة 11فبراير.

ويمكن إيجاز أبرز المنجزات لحكومة الوفاق في النقاط التالية:

- خفض سعر صرف الدولار من 240 ريال إلى 215 ريال.

-المحافظة على ثبات الأسعار للسلع التموينية رغم أن البلاد كانت تمر بظروف مضطربة.

-توظيف 60 ألف في السلك في المدني واعتماد رواتبهم من أول شهر. -تثبيت أكثر من 30 ألف من المتعاقدين مع الدولة وتسليم رواتبهم.

-اعتماد عشرات اﻵلاف من حالات الضمان الاجتماعي الجديدة مع زيادة مبلغ الضمان إلى ضعفي المبلغ السابق تقريبا.

-رفع رواتب الموظفين إلى ما يقارب 50%في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

-انتظام تسليم رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين في أواخر كل شهر ودون تأخير.

-تسليم العلاوات والفوارق في مرتبات الموظفين منذ العام 2005 وحتى 2012 والتي كان الموظفون قد يئسوا من تسليمها.

-العمل بقانون الترفيعات الإدارية لموظفي السلك المدني بحسب المؤهلات وسنوات الخدمة وقد كان متوقفا منذ فترة طويلة.

-توفير المشتقات النفطية في كل الأسواق ومنع إخفائها والتلاعب بأسعارها كما كان يحصل في العهد السابق.

-استرجاع ميناء عدن من شركة موانئ دبي وإعادة تشغيله بطاقة كبيرة.

- رفع سعر صفقة الغاز الذي باعه الرئيس الراحل صالح لدولة كوريا بربع ثمنه إلى ثمنه الطبيعي.

- إبطال التعاقدات المشبوهة مع شركة توتال الفرنسية.

-توفير الحد الممكن من الخدمات كالكهرباء والمياه رغم التخريب المتعمد الذي كان حاصلا.

-تحسن ملحوظ في الأداء الإداري رغم بقاء لوبي الفساد في مواقعهم وعدم تغييرهم بحكم الشراكة في الحكومة.

كل هذه المنجزات تحققت بفضل نصف ثورة ونصف حكومة فكيف سيكون الحال إذا اكتمل الفعل الثوري واستمرت حكومة باسندوة في ظل أوضاع مستقرة وبيئة مواتية لكانت بلادنا اليوم في وضع مختلف تماما، مفعمة بالأمن وموفورة بالسلام ومتخمة بالرخاء والاستقرار.