عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

فئران في بلاط الشرعية

2018-01-02 الساعة 18:15

ستظل الشرعية هي الطاولة الوحيدة التي يجلس حولها جميع مكوناتها السياسية لاستعادة الدولة وأيضا هي الخندق الذي لاشريك له لاستعادة الجمهورية وهي الحاضنة الأساسية للمشروع الوطني وهو اليمن الإتحادي بعد انهاء الحالة الإنقلابية السلالية العنصرية الإمامية الإيرانية وعودة الدولة والجمهورية.

ثلاثة أعوام والشرعية هي الأطار الرئيسي السياسي لجميع انواع الحوارات مع الجماعة الإنقلابية وهي التي تتولى قيادة المعركة الحربية أيضا لاستعادة الدولة حين تنصل الإنقلابيين عن أي إتفاق ، بل والشرعية هي من تدير شؤون المحافظات المحررة وهي - الشرعية- الممثل الرسمي والوحيد للجمهورية في جميع المحافل الإقليمية والدولية .

الحفاظ على الشرعية واحترامها مسؤولية الجميع مهما كان ضعفها ومهما نتج عنها من أخطاء نتيجة سوء تقدير لبعض المواقف أو لوضعها الطارئ والإضطراري كقيادة لاجئة عند الآخرين تتلقى دعمهم لاستعادة مكانتها لإتمام التأسيس لمشروع اليمن الإتحادي ثم ينظر الشعب في أمرها فإن شاء أعاد اختيارها أو استبدلها بخير منها .

الظرفية والوضعية الآنية يستحيل معها إيجاد شرعية بديله تبعا لرغبات البعض المنتقدين بشدة بل والمتحاملين بما أوتوا من قوة ضد الشرعية بل وإن المطالبة إقالة فلان أو تعيين علان في مفصل من مفاصل الشرعية ليس خاضعا للمزاج الشعبي بل والثوري وإنما متوافقا عليه بين مكونات الشرعية ويحظى بالقبول والإشراف من الجهة الداعمة للشرعية وهو التحالف العربي والذي تقوده المملكة السعودية .

تبعا للوضعية الطارئة التي تمر بها الشرعية إلا أن فئرانا تعبث في بلاطها مستغلة ذلك الوضع للعبث والتشويه وصولا لتحقيق مآربها كإعاقة الشرعية عن تحقيق هدفها واستغلالها لنيل مطامعها الضيقة والتي من أجلها كان التحاقها بها لا دعمها حسبما تتغنى به .

انتقاد الشرعية ظاهرة صحية لتلافي تنامي الخطأ حتى لا يصبح خطايا والإنتقاد المدلل والمبرهن بالحجة والمنطق السليم هو الطريق الأصوب لتصحيح المسار والمعترضون على النقد ومن يطالهم النقد سيان فالأول يخطئ وكأن الآخر يستفيد من الخطأ بمعارضته للنقد وتبريره للخطأ وليس هناك أقبح ممن يقترف الخطأ إلا من يدافع عنه ويبرر له  بل ويعادي من ينتقد الخطأ واقبح منهما من يستغل ذلك كله و ينال من شخص وذات المخطئ سبا و قدحا ويتعداه لأهله وعشيرته مخترقا طبقات الغلاف الأسري والجوي.
 
الفئران التي تتجول في بيت الشرعية إن لم يتم الحد من خطرها ووحدها قيادة الشرعية وبالثقة المتبادلة بين جميع مكوناتها ودعم حلفائها هي من تتلافى أي أخطاء وتستدركها موضحة ذلك لحلفائها ومايترتب عليها من نتائج سلبيةوغير ذلك فإن تلك الفئران لن تقبل إلا بهدم البيت وحين استحالة ذلك فإنها في أقل الأحوال ستتكاثر وتتنامى وستكون مصدرا رئيسا للعدوى بطاعون الفساد والذي سينتهي بسببه من يعول عليهم قيادة دفت الشرعية لترسو في بر اليمن الاتحادي وليصبح بعدها بيت الشرعية جُحرا خالصا لتلك الفئران والتي لن يقف ضررها في البيت اليمني وإنما سيتعداه إلى بيوت الجيران مهما أظهروا  أنهم مجموعة من الحمائم المطالبة بالتعايش والسلام بل وبإنهاء الإنقلاب.