عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

الخيار الإستراتيجي الحوثي الأخير

2017-12-24 الساعة 16:41

يبدو اليوم المشهد اليمني بكل انواعه أكثر وضوحا وتكاد تفاصيله أن تكون دلائل يقينية على أن الحق والباطل أصبحا اليوم كالليل والنهار فشرعية لاغبار عليها و إنقلاب واضح وضوح الشمس في كبد السماء وقيادة شرعية تجوب العالم المعترف بها رسميا ولها كلمتها في المحافل الدولية والأممية وتتحدث بلسان يمنيٍ مُبين و قيادة مليشياوية معزولة منعزلة بعضها لايعترف ببعض ويأكل بعضه بعضا تتنقل من كهف إلى كهف ومن حارة إلى حارة متخفية متنكرة خائفة وتتحدث بلسان فارسيٍ بيِّنٍ فاضح .

شرعية اليوم يسطر جيشها الوطني الأبي ومقاومتها الشعبية والذي لايحمل ( راتبا ) ولا يأبه له ولايمنعه من تقديم أغلى التضحيات وأقدسها لاستعادة الدولة والجمهورية من بين فكي عصابة البغي السلالية الحاقدة وهي ذاتها الشرعية التي أغاضت إسرائيل وأمريكا  في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديمها مع تركيا مشروع ضد قرار ترمب ودونما صراخ او صرخة جوفاء أو شعار زائف تحمله الجماعة الإنقلابية الحوثية.

هي ذاتها الشرعية قيادة و مكونات وأنصارا والتي كانت تتهم بالإرتزاق والخيانة والتي اليوم تتجلى إنسانيتها أيما تجلي وتبرز وطنيتها أيما بروز حينما تكون ملاذا آمنا وصدرا رحبا ومقاما لكل من اتهمها بالإرتزاق والخيانه وانقلب عليها بعد أن نالها الأذى من جماعة الكهف العنصرية الباغية.

يتوافد اليوم إلى مارب وعدن الهاربين من البطش الإمامي السلالي الحوثي مدنيين و عسكريين رجالا ونساء في رحلة من الموت الإمامي المحقق إلى الحياة في ظل الشرعية الآمنة يتنفس فيها الهاربين نسيم الحرية ويستظلون بظلها الوارف بالتقدير والإحترام وينعمون بحقوق سُلِبت منهم في صنعاء واستبدلتهم بها المليشيا الحوثية الذلة والمهانة.

مما يجب لفت أنضار قيادة الشرعية ومسؤليها في مارب و عدن والرياض  أن لا تكون الشرعية معملا لتدوير أي مخلفات قادمة ثبت عجزها وعدم نفعها وعدم جديتها في خدمة الوطن و احترام ارادة الأمة وألا تكون الشرعية أيضا ورشة للسمكرة لتغطي عيوب رموز أو شخوص قادمة ثبت تمسكهم بعيوبهم او تظاهروا بالتخلص منها والتي كانت سببا في معاناة الشعب ، وعلى الشرعية ألا تعطي قادما وهاربا فوق مستوى العون الإنساني وأن يحظى بمقام أو مقعد أو استحقاق مادي أو معنوي ورجال الشرعية السابقون السابقون مازالت دماؤهم تنزف وجراحهم لم تلتئم و أسرهم يعيشون في فاقة وعوز دونما رواتب وعون يرقى لتضحياتهم ، على الشرعية ألا تسرف في الدعم المالي او المعنوي ومشردون و مهجرون من بطش المليشيا منذ ثلاثة أعام يبيتون على الطوى والضماء يلتحفون السماء ويفترشون الغبراء لم ينالوا حقوقا يجبرون بها احتياجاتهم.

(الفرس و الميدان) كما يقال هو الذي سيثبت حقيقة الولاء لله والوطن وعلى الشرعية حين تأكدها من ولاء من جاء مهاجرا أن تدفع به للميدان ليدلي بدلوه تضحية وفداء كل في مجاله وتحت مظلتها ويكفي عظة وعبرة من بعض من  أطعمتهم الشرعية وأمّنتهم ومنحتهم المناصب والرتب فما كانوا بعدها إلا معاولا لهدمها ووبالا عليها .