عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

تأخَّر المفلحي في تقديم الإستقالة

2017-11-17 الساعة 16:49

تضل عدن محط أنظار الجميع ومن المعايير التي يقيم عليها أداء الشرعية ومدى بسطها سلطة النظام والقانون و تحقيق آمال اليمنيين في بناء اليمن الحديث الإتحادي التواق للدولة المدنية.

 

توالى عليها عدد من المحافظين والمعينين بقرارت جمهورية مثلها مثل بقية محافظات الجمهورية إلا أن عدن أصبح كل من تعين فيها محافظا فإنه يغدوا من هذا المنصب إما سامعا مطيعا ودونما ضجيج أو شهيدا وإما مقالا ومعزولا لإنه كان جزء من الفوضى أو مستقيلا لأنه - الأخير - أعجزه الفوضيون و قصّر في دعمه من هم فوقه من المسؤلين أو تجاهلوه وعبثوا في إختصاصاته .

 

آخر محافظي عدن كان الأستاذ عبدالعزيز المفلحي والذي حين تعيينه هلل و كبر الجميع حتى أنهم من فَرْط مدحهم له والثناء عليه حسبتَ أنهم لم يمتدحوا أحدا مثله ولا بعده ، استطاع المفلحي أن يستحوذ على قلوب عامة عدن وبسطائها والذين هم بحاجة محافظ إنسان يحس بمعاناتهم ويتلمس احتياجاتهم ويخرجهم من صراعات الجماعات والرفاق المسلحة المدعومة  بل لقد استطاع المفلحي أن يكون محافظا حريصا على حضور وطنيته وهيبة شرعيته و قوة الدولة ونظامها وإن كانت في مستوياتها الدنيا.

 

لم يقبل المفلحي بأن يكون محافظا حتى يطلب الشهرة بتقديم الإستقالة ولم تكن الإستقالة خيانة أو هروبا من المسؤلية بقدر ماكانت شعورا بأن المسؤلية التي تقلدها والأمانة التي حملها ماكان ليفرط فيها لو أنها تضافرت جهود من هم فوقه من المسؤلين وأعانوه لحملها وتعاونوا معه وذللوا له تلك العقبات والتي أعجزت من هم قبله ومن سيأتي من بعده إن لم يكونوا عقبات في حد ذاتهم.

 

من الخطأ أن يرى البعض أن استقالة المفلحي فيها من الشخصنة مادفعه لتقديمها وأن خلافات شخصية كانت بينه وبين من هم فوقه من المسؤلين فالأمر يبدو واضخا وجليا بأن عدن كلما حاول المفلحي أن يخرجها من العناية المركزة وأن يمنحها تنفسا طبيعيا عليلا وقفت مجموعة من العوائق أمامه تأبى إلا أن تكون عدن نزيلة في تلك الغرفة وتتلقى إنعاشا بالقدر الذي يراه المنعشون ويتوافق مع أطماعهم .

 

لربما كانت تصريحات المفلحي في السابق عن دور خارجي في عرقلة أعماله بل في العبث بعدن ودعم مجموعة من الفصائل المتفقة في بينها على الفوضى والخراب والعرقلة في عدن هي المفتتح لتعكير صفو إدارته وتثبيطه بل إن قرار تعيينه لم يلق تجاوبا وارتياحا عند بعض الداعمين في الخارج ووكلائهم في الداخل فسعى جميعهم لوأد طموحه وهمته ومسؤليته تحت أنقاض إثارة القلاقل والتعنتات والعراقيل  والتدخلات في صلاحيته الأمر الذي بلغ به صبره فوق طاقته فآثر عدم البقاء في منصبه مقدما الإستقاله - رغم تأخره في تقديمها - حتى لايقترف غيره الأخطاء أو يكونون سببا لها ثم يرمونه بها