عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

مقام الإصلاح عند ولي العهد السعودي

2017-11-11 الساعة 18:46

يبدو أن هناك حدثا أو أحداثا تستحق التعاطي معها بشفافية وموضوعية ودونما إفراط عاطفي أو غلو سياسي فقد أثبتت ألأيام الماضية والوقائع السابقة أن التجمع اليمني للإصلاح مازال رقما صعبا يصعب التقليل من قيمته ومن تضحياته وأنه - الاصلاح - أولى بالإهتمام والإحتواء بل وأن يكون في صدارة الاعتبارات والحسابات والتي تفضي إلى اتخاذه شريكا لاسترجاع الجمهورية وأساسا قويا من أساساتها .

تناول البعض لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكثير من التناولات والتحليلات والتنبؤات وبنوا عليها بناءا ضخما ينأى الإصلاح عن حمله هذا من جهة ومن جهة أخرى فآخرون جعلوا من هذا اللقاء دليلا وبرهانا على ارتزاقية الإصلاح و داعشيته و وهابيته بل وذهب آخرون إلى أن الإصلاح هو  القائم بأمر الشرعية بل هو الشرعية ذاتها وماسواه يأتمرون بأمره .

يذهب أحدهم بتحليله وتقييمه للقاء باستخدام عنصر الوقت -زمن اللقاء- فبحسب تحليله إن كان اللقاء لدقائق معدودة فهو لقاء ليس له أثر !!  وإن كان مطولا فهو ذو قيمة وأهمية !! متناسيا أو متغافلا دلالة اللقاء وحساسية المرحلة وتوقيته ورموزه ومتجاهلا أن أي بناء لابد من تشييده فإن وضع حجر أساسه لايستغرق إلا بضع دقائق بينما التشييد فيتطلب جهودا مادية ومعنوية .

إن لقاء ولي العهد السعودي بقادة الاصلاح لم يأت مصادفة ولم يكن بمعزل عن الأحداث الداخلية للملكة ولا بالخارجية المتمثلة بالأزمة الخليجية البينية وكذلك الدور الإيراني المتزايد في اشعال فتيل الأزمات وتغذيتها وتأجيج نار الحرب في المناطق المحيطة بالمملكة لإرباكها وحصارها وتهديد امنها واستقرارها وتقويض بنيانها والتخلص من رمزيتها الدينية عبر دعمه للحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وقد كان هذا اللقاء الأميري بقادة الإصلاح مراجعة لجملة من السياسات الخاطئة في التعاطي مع الإصلاح كشريك بارز وقوي وفاعل في استعادة الشرعية والتعاون معه والركون إليه في انهاء الإنقلاب والإطمئنان إليه فيما بعد .

يضل لقاء ولي العهد بقادة الإصلاح لقاءاً ( تكتيكيا سياسيا ديبلوماسيا ) لكنه سيكون لقاءاً تاريخيا ومصيريا تخلده ذاكرة الجيلين السعودي واليمني إذا ماتم ترجمة اللقاء بِتيقُن حكام المملكة أن الإصلاح خير حليف وأصدق من نافح عن الأمة ودافع عن الملة وخير من  راع حقوق الجار وصدق في جواره وشاركه همه وهمته ومع هذا اليقين الملكي يتواصل الدعم الغير متقطع ودونما شروط ودون أدنى توجس للشرعية والتي يمثل الإصلاح اقوى ركائزها وأصلب أعمدتها لاستعادة الجمهورية ودحر الإنقلاب .. وحدها الأيام القليلة القادمة هي البرهان الحقيقي و سلسلة الإنتصارات للشرعية وصولا على الأقل إلى نقيل ابن غيلان أو تحرير تعز هي الثمار الآنية و الناضجة لهذا اللقاء .