عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

الشرعية ضغوطات وتنازالات جديدة

2017-10-25 الساعة 16:33

"على الشرعية البدء بتقديم تنازلات " هذا هو الرأي الدي طرحه مساعد وزير الخارجيه الامريكيه ديفيد ساتر حين لقائه بقياده الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق محسن ..وعن حجم التنازلات التي وصفها البعض بالكبيرة وعن تعاطي قيادة الشرعيه معها كان لابد من معرفة الدوافع الأساسيه والمعطيات التي من خلالها دفعت بالمسؤول الأمريكي لطرح رأيه السالف الذكر ، إن اول أمر يجب معرفته هو أن الدور الأمريكي هو الدور الفاعل في القضية اليمنية وهو الذي يؤثر في كل الأطراف ذات الصله بالقضيه سواء كان التحالف الداعم للشرعيه او الامم المتحده أو حتى مجموعة الخماسيه وأن الطرح الأمريكي الجديد لم يأت إلا بعد مراقبه دقيقة للوضع اليمني السياسي والإنساني والعسكري بل وإشرافه على مجمل تلك الأوضاع بصورة مباشرة وغير مباشره.

توجه الإداره الامريكيه للشرعية بتقديم تنازلات لايوحي بأن طرف الشرعية هو الأكثر تعقلا وحرصا على حل القضيه وأن عليه التنازل وإنما يدلل على مدى استضعافه الشرعيه ومحاوله عصرها و رضوخها لتسوية سياسيه قادمة بعيده عن المرجعيات الثلاث والتي لم ترد في اي مبادره او طرح من الاداره الامريكيه سوء عبر مساعد وزير الخارجيه او السفير الأمريكي "تولر" وهذا الأخير كان من جمله ماطرحه في حوار مع الشرق الاوسط هو : ان الحل يجب أن يكون مبنيا على ثلاثة أسس، تتمثل في  وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية جديدة .." بل لقد كان الطرح الأمريكي متناسقا ومتماهيا مع ماطرحه المبعوث الأممي ولد الشيخ في اغفاله للمرجعيات الثلاث حيث اكد ولد الشيخ في احاطته الأخيره لمجلس الأمن على مانصه: "إعادة مسار المفاوضات العقيمة ومطالبة مجلس الأمن بالضغط السياسي والإقتصادي على السلطة الشرعية والإنقلابية للعوده لمسار السلام وأن تضع نهاية للخطاب المعادي .."

العودة للمفاوضات هو أقصى ماتريد الإداره الأمريكية ومعها المبعوث الأممي ابلاغه للشرعيه بل واجبارها عليه في حين كان مؤملا إلزام الإنقلابيين بتنفيذ القرار 2216 كأقل مايمكن من دور تمارسه الإداره الأمريكيه ومعها هيئة الأمم وتهدف من وراء هذه المفاوضات ليس عودة الشرعية لما كانت عليه قبل انقلاب 21سبتمبر وإنما إيجاد شرعيه جديده يكون الطرف الإنقلابي فيها شريكا فاعلا ومؤثرا وبمعنى ادق هو إضفاء الشرعية على الإنقلابيين وعلى مجمل جرائمهم منذ انقلابهم وكأن إرهابهم طيلة فترة انقلابهم إنما هو في إطار الصراع السياسي والعسكري والذي نتج عن اختلاف طرفين سياسيين على نتائج انتخابيه وليس انقلابا اسقط الدوله و هدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.

الجميع يريد السلام ويكره الحرب.. والشعب وحده الذي يعاني ويعاني والمصالحة بين جميع المكونات السياسيه والتكوينات الإجتماعية كان لزاما تفعيلها والعوده للحوار وتقريب وجهات النظر خطوة لابد منها لإنهاء المعاناة وعلى الجميع تقديم التنازلات للملمة الجراح غير أن الجرح الذي يجري لملمته لايكون بأدوات ملوثه وألا يجري ترقيع الجرح ومازال ملوثا وتنشط فيه الجراثيم فإنه سيضل هذا الجرح مَصدَر ألم مستُقبلي ومُصَدِر ألام لجميع البدن وعدوى للأبدان المجاورة.