عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

ذكرى 14 اكتوبر بحلتها الإماراتية

2017-10-13 الساعة 16:46

اليمن الاتحادي كحالة فريدة تتوالى أعياده الوطنيه لتذكر بمستعمر محلي إمامي سلالي في شماله ومستعمر خارجي بريطاني في جنوبه وتذكر بحجم التضحيات الكبيره والتي قدمها الشعب اليمني في شماله وجنوبه وليس هذا فحسب وإنما بالتذكير  بالشعور الثوري الواحد بين الشعب الواحد الموحد قلبا وروحا والمشطر حينها بحدود سياسية وجغرافية والتي عجزت أن توقف وتمنع ذلك الشعور الثوري والذي تدفق اولا من الجنوب ليعبر حدود التشطير المصطنعه وليشارك اصحاب هذا الشعور في ثوره إخوانهم 26سبتمبر ضد الحكم الإمامي العنصري.
فعلا لقد اصبحت الموانع التشطيريه قبيل ثورة 14 اكتوبر عاجزة عن أن توقف أحرار المحافظات الشمالية والذين تدفقوا إلى عدن لتكون انطلاقه تأسس فيها وتكون العمل الثوري ضد المستعمرين المحلي والخارجي بروح يمنية واحده تتوق للحرية وتقدم في سبيلها النفس والنفيس.
اليوم وفي الذكرى الـ 54 لثورة اكتوبر يحتفل اليمن من أقصاه لأقصاه بهذه الذكرى كإرث ثوري وطني سيتوارثه الأجيال يحكون حكاية شعب مجيد قهر الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس غير أن عدن كصنعاء يحاول البعض من المرتهنيين والإنفصاميين أن يختطفون فرحتها الثورية وأن يحتفلوا بهذه الذكرى العبقة المتجددة على طريقتهم واحتكارها واختزالها لأنفسهم واتخاذها وسيلة لشق الشعور اليمني الواحد وشق جغرافيته وتاريخه بل ووطنيته.
في الوقت الذي كان إخواننا في عدن وأخواتها ينتظرون الطيران القادم من الشرق الأدنى الشقيق محملا بالألعاب النارية والوفود الرسمية والشخصيات الوطنيه للإحتفال بهذه الذكرى غير أنهم أصيبوا بخيبة أمل حين اقلت الطائرة بضع نفر عابث بدأت بالتزامن مع وصولها استئناف الفوضى باغتيال شخصية دينيه بارزة -إمام جامع المرحوم زايد!! -ولماذا جامع زايد بالذات ؟؟ يعقبها حملة مداهمات وانتهاكات خارجه عن القانون ضد فصيل سياسي اساسي في الشرعية وهو الاصلاح واعتقال ابرز قياداته وكوادره الأمر الذي استهجنه جميع أبناء الشعب وأدانته جميع المكونات السياسية ، وتزامن ذلك مع محاولة اغتيال رئيس الوزراء في لحج.
فهل بهكذا فوضى وعبث يكون دعم الجمهورية الاتحادية لتحتفل بذكراها الأكتوبريه وهل أصبحت المناسبات الوطنية والتي يتم الإحتفال بها في محافظاتنا اليمنية والجنوبيه على وجه أخص مهرجانات مدعومه و مشبوهة للتحشيد ضد مشروع اليمن الإتحادي واستقراره واقلاق سكينته وابتزاز شرعيته لمزيد من التنازلات واطالة أمد المعاناة والتحول به من مستعمر كانت لاتغرب عن امبراطوريته الشمس إلى مستعمر ليس له حجم  ولا جرم تحت الشمس.