عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

صالح يصيح : ياليتني كنت "بثينة"

2017-09-27 الساعة 16:27

لأكثر من ثلاثة عقود تربع صالح حاكما متحكما جاثما على كرسي الحكم لاينازعه أحد ومن نازعه بانقلاب سحقه و أقام عليه المآتم ومن نازعه بطرق سلميه و انتخابات وديمقراطية عبث بها وقَدّ قميصها من دبر و من قُبل وبارك انتصاره واستحقاقه للفوز بنسبة تفوق 80% قبل فرز معظم الأصوات وهدد بضرب الداعمين لمنافسه بالمدفعيه ومن نازع وناهض استبداده بالحكم وتصفيره للعداد عبر ثورة سلمية منحته نصف التركه السياسية والحصانه من الملاحقه غير احتفاظه بمعظم مفاصل الدولة نكب البلاد وأظهر في الأرض الفساد وكان شر معين لإسقاط الدولة و اغتصاب الجمهورية عبر تحالفه مع مليشيا إمامية قدِمت من أقاصي الجهل حاملة الدمار والتخلف.

تكتيكات صالح ورأسه المشحون بالمكر السيء و رقصه مع الأفاعي كل ذلك أصبح اليوم عديم الجدوى والفائده في إخراج نفسه من الحفرة التي ضل يحفرها أعواما لمن ناصحه وناهض حكمه... يخرج يوما متحديا أعداءه ويوما مترضيا ، يحشد الحشود ليظهر بقايا قوته ويخطب فيها لكنه خدلها ، يدعي أن بيده تغيير مجرى الأحداث وتغيير الموازين وسحق حليفه ويإتيه في المساء تهديد ونص مكتوب من سيده لقرأته في الصباح وفيه يعلن ويجدد ولاءه وبيعته لسيد المليشيا ، يدعي أنه حر وآمن وعزيز في وطنه بينما قد ضُرب عليه حصار مليشاوي مطبق ويستحيل عليه الخروج والدخول إلا بإشعار مشرف حوثي صغير على أسوار قصره و ترافقه مليشيا سيده ، يُهان ويُقتل رموز حزبه وكوادره وحتى بعض أسرته  مِن قبل حليفه فيستثير غضبا فيعلن المواجهة ثم مايلبث أن يعلن أنها أحداث مؤسفه وغير مقصوده ولن تؤثر على تحالفه مع خانقه.

تتضاءل آمال صالح في النجاه من مخالب حليفه الحوثي على الرغم مما قدم لهم وأخر ومع تضاءل آماله وتفاقم آلامه يتمنا لو كان نَسِيّا وليته كان مع من سبقوه من قيادات حزبه ممن فروا من بطش الحوثي فيفوز فوزا عظيما ... يتذرع بإن المغريات والدعوات الخارجية والطائرات ستحمله وتخرجه  غير أنه يرفض كل المغريات مدعيا حبه لوطنه وفيه خُلق و يموت ويعود تارة أخرى ونسي أنه مِن فَرط محبته لوطنه قدمه على طبق من ذهب لورثة الكهنوت والطغيان الإمامي السلالي الحاقد نقمة لأن الشعب طالبه أولا بتصحيح جداول الإنتخابات ثم يإتي بعدها الإقتراع ثم طالبه الرحيل بـ ( ناموس ) وشرف ودون ضوضاء وحرب غير أنه اختار الأخيرة وقام بهدم المعبد والمسجد والدار على الجميع.

مهما يكن ماقترفه صالح من خطايا فإن شهوته للحكم أهون من شهوة حليفه الإمامي وقد تُعالج وتخف هذه الشهوه وتُطبع الأمور معه لإنها كانت شهوة متجردة من أي دعوى كالتي يدعيها حليفه السلالي العنصري والذي يصر على أن له بها نصا مقدسا وهي- الإمامة-والتي يعتبرها ركن من أركان الدين وأنها-المليشيا الإمامية الأسرة المنزهة والتي ذكرت في القرآن والتوراة والإنجيل وسلالتها لاتدانيها سلاله ومن نازعها في الحكم فقد أحل دمه و ماله وعرضه.

اليوم المليشيا الإماميه تنظر إلى حليفها صالح من جهتين فهو قاتل رمزها المقدس حسين بدر الدين وقتله قصاصا لا مفر منه وأنه-صالح-منازع لها في الحكم والشراكة معه باطلة وبذلك فماله ودمه وعرضه مباح لها  وإنما الضرورة ومتغيرات الواقع الخارجي والداخلي جعلت منه حليفا اضطراريا  لأجَل وكل ذلك يدركه صالح ولايبوح به إلا لسكرتيره الصوفي ولنفسه التي يعود إليها ويصيح بها: يااااليتني كنت"بثينه" فأخرج من العذاب المهين وليقولوا عني مرتزق وخائن حتى سابع جد...