عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

محمد عايش.. المخلب الناعم

2017-09-25 الساعة 11:57

كل يوم يمر ووجوه الهاشمية السياسية تظهر للعلن من تحت جلابيبها المتنوعة؛ ولا غرابة فقد أسهموا بتخريب الدولة من الداخل ومن ثم أجهزوا على بقية مؤسساتها في سبتمبر ٢٠١٤؛ وتحت أشكال وألوان ومسميات مختلفة.

الكاتب يحيى الجبيحي يُحكم عليه مِن قِبل عصابة الحوثي بالاعدام في سابقة مخجلة ومضحكة. ولتلافي تلك الورطة؛ كُلف محمد عايش برسم سيناريو لإنقاذ الحوثه من تلك الورطة.
الرجل طلع أذكى وأكرم؛ وقدم لهم ملحمة أسطورية، عالج بها الموضوع بخلطة ٢×١ مثل شامبو برت بلاس. أنقذ الحوثه من الفضيحة وعلى الطريق عمل لعبدالملك الحوثي زيطة وزنبليطه وزفة أبرز فيها عدله وحرصه على الناس.!
بعد شهرين من تلك الملحمة؛ يٌطلق سراح الأستاذ الجبيحي؛ وهاهو المخلب الحوثي جاهز باب المعتقل بالكوفية والمداعة؛ والقصة الحزينة في خراطته. 
طالعت ماكتب وشعرت بالغثيان. كتب مقال حوى سطرين لخبر الإطلاق وعشرة أسطر يمدح فيها الصماط؛ بل ويوجه الرأي العام إلى الدعاء لعدالة الحوثه بإسلوب غير مباشر. ثلثي المنشور ذهب للتغني والشرح عن عظمة الصماط وتجاوبه وإهتمامه بإطلاق المختطف؛ بل وجهوده في دعم المؤتمر وتوفير الغاز والطماطم للشعب.!

لم يُشر لمسألة الإعتذار للأستاذ الجبيحي عن قضية إختطافه وتعويضه عن فترة سجنه التي قضاها في المعتقل ولمدة عام كامل؛ ولم يتطرق لخطأ إختطافه مع نجله وضرورة العمل على تلافي هذه الأعمال المنافية للأخلاق والدين والواقع وقيم اليمنيين.
فقط صور الصماط والحوثه أنهم قاموا بعمل بطولي وأطلقوا مختطف؛ هم من خطفوه وعذبوه ظلماً وعدواناً؛ وصور بطولاتهم وكأنهم أنقذوا سجين من سجون القاعدة أو من معتقلات إسرائيل.

وصلنا إلى زمن يُطلب من المظلوم شُكر من ظلمه ومن المسروق الإشادة بمن سرقه؛ ومن المسجون تقبيل أيدي من سجنه. 
لم ينقص منشور عايش إلا مدح الغمزة الانسانية لحسن زيد تضامنا مع بثينة؛ وسُمنة محمد علي الحوثي، وشخارة أبو علي الحاكم؛ ومظلومية آل البيت؛ وقصة شربات حسين بدرالدين الحوثي مع سمك البركة .!

محزن ومخجل أن نجد كتابنا وموجهي الرأي العام قد أنزلقوا إلى هذه المستويات الضحلة.
ماكان ناقص إلا أن يطلب من الأستاذ الجبيحي الدعاء لعبدالملك الحوثي ولأبو الكرار على حُسن الاختطاف وكرم التعذيب وشهامة الإطلاق.

فعلاً المخالب الناعمة أفتك من مدافع القتلة؛ وجلود الأفاعي تجدونها ناعمة الملمس وجميلة الشكل.
ستجدوا أمثال محمد عايش كُثر؛ ويعملون في كل مكان بإستثناء وكر من يعملون لصالحهم، فأحذروهم.
لنتمسك بثورة ال٢٦ من سبتمبر لتجاوز عبث اليوم وجنون الهاشمية السياسية المدمرة للمجتمعات.