عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

جامعة الإيمان في ذكرى النكبة الحوثية.

2017-09-21 الساعة 21:57

لم تكن جامعة الإيمان هي الإسلام بعينه ولم تكن الممثل الحصري والرسمي للإسلام وإنما من تبوأت المقام السامي والذرى السامقة ومن تصدرت شرف السبق لإبراز الإسلام وتبيينه للخارج الغير مسلم بإنه دين الرحمة والعدالة والمساواة والوسطية والإعتدال  دين الروح والعقل والعلم وملاك ذلك دين سماوي نزل به الروح الأمين على خاتم النبيين محمد رسول الله من كان أخا لعيسى و موسى ومن جاء ليتمم ويؤكد ماأرسلا لأجله من أن الدين عند الله الإسلام ولا إكراه في الدين وعبادة الله وحده لاشريك له.

 

لقد كانت جامعة الإيمان ومازالت مخرجاتها  هي المنافح والمدافع القوي والمرن عن الشبهات والشكوك والإتهامات التي كانت تروج عن الإسلام باتهامه بالتطرف واتهام المسلمين بالإرهاب فكان منهجها منهجا قويما أخذته من أصفى الينابع وكانت وسائلها وسائل معاصره مزجتها بروح الأصالة السمحة وكانت طرائقها تتلاءم مع الواقع ومتغيراته مرنة لا تتخلى عن الثوابت معتمدة على قاعده لا إفراط ولا تفريط.

 

برزت جامعة الإيمان في المجتمع اليمني كشمس أشرقت من رحم الدجى الحالك ليصل ضوؤها إلى المشرقين والمغربين  فاتخذ من سناها وضوئها عشاق العلم والتوحيد دروبا للوصول إلى مصدر هذا الضياء الذي أشرق ليبدد ماعلق بالعقل من ضلالات الجهل والتخلف والتعصب المذهبي والسلالي والإمامي الذي كان يزحف رويدا رويدا  لتشتيت العقل والعبث بالروح والتشكيك بالمعتقد السوي وتشويه من تصدروا لحمله ونقله من الصالحين المصلحين المخلصين عبر العصور.

 

قوافلٌ من عشاق العلم والضياء والنور تغدو وتروح صوب هذا الصرح الشامخ- جامعة الإيمان- تغترف منه وتروي ضمأ أكبادها وتتحلى بحللها وتتزود من هذا الإشراق فتصبح بعد ذلك نجوما ونجمات تتلألأ في سماوات البشرية المظلمة والضامئة لهذا الضوء والسناء... 

 

لكأني احس بتأوهات روادها وأتلمس مواجعهم وتنهداتهم بل وحر دموعهم كلما تذكروا مرابع جامعتهم ورياضها ونورانيتها  و قاعاتها واستراحتها ومسجدها وحلقاتها وحنين ذكراهم لترديد الذكر فيها ولتذكرهم صداقاتهم وأخوتهم لله وفي الله لمناقشاتهم وانصاتهم وحوارهم لتحلقهم كالنجوم والكواكب حول مشائخهم...

 

 إلى الأخوات العفيفات الطاهرات الرائدات الى اللألئ المكنونه بالحشمة والحياء والمصفوفة في عقد التقوى والمتخذات من الحجاب والعلم دروبا للمجد والعلا إليكن  يا طالبات الجامعة أقول: أغاض سيلُكن الهادر أعداء الله وأعداء حقوق المرأة.. و طموحكن للمجد بطلب العلم والعفة بتلك الصور المشرقة التي تزينت بها المواقع الاعلاميه مازادت المتربصين إلا حقد وإسراعا في طمرها.. فصبر جميل والله المستعان وإن الله عز وجل لن ينسى دموع المستغفرين والمستغفرات والقائمين والقائمات من طلاب وطالبات الجامعة كلما تذكروها وحين كانت تتباهى السلالة القذره باقتحامها وتتلذذ بنهبها  ولن يضيع الله جهد المحسنين والمحسنات من مشائخها و رئاستها ..

 

تربصت الذئاب والضباع والليل والجهل والسلاليه والعنصريه والطائفيه والإمامية الحوثية الحاقده والسياسة الماكره و أعدت أدوات بطشها من شذاذ الأفاق والمنسلخين من الفطرة السليمة والساقطين من تجردوا من القيم والمبادئ والاخلاق واتخذوا من 21 سبتمبر يوما يعلو فيه دخانهم وغبارهم ويبرز أذاهم ليطمسوا هذا الضوء فكان لهم ما أرادوا ..حجبوا أشعة الشمس وما نالوا من ضيائها طمروا جامعة الإيمان بحقدهم وخبثهم واحالوا عليها اوحال القبح والعنصريه ويوما ما بإذن الله ستزول تلك الأوحال وتشرق تلك اللؤلؤة وتنقشع الأدخنة ويعود الضياء مشرقا يعم الأرجاء وعسى أن يكون قريبا ... .ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون