عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

التسول بالحسين

2017-09-07 الساعة 22:28

الغلاة من الشيعة والسنة والوهابية والسلفيه وغيرهم من المذاهب والفِرق الإسلامية شوهوا وأضعفوا وحرفوا مسار ومضامين وجوهر وروح الدين الإسلامي الحنيف؛ بل أدموا وأوغلوا في تطويع تلك الرسالة السماوية المقدسة خدمة لمطامع دنيوية لسلطة ومال.

خلقوا جيل جاهل متعصب نزق يتكئ على خرافات وأساطير عجيبة وغريبة.

والدليل اليوم؛ الأمة الإسلامية تعيش واقعاً مريراً ووضعاً مهيناً؛ ومستوى منحط علمياً وثقافياً وإقتصادياً. اليوم نجد بيننا من ما يزال يقتات ويتسول السلطة والمال بدعاوى القرابة من الآل وفاطمة بصورة مقززة. فشلوا في صياغة مشاريع حياة وعمران ليتجهوا إلى السلبطة بين الناس بخرافات وأساطير تاريخية هزلية وهزيلة. فشلوا في إبتكار وتقديم مشاريع نهضوية ليحوزوا بها رضى ودعم ومباركة وشرعية الشعوب للوصول إلى السلطة؛ وعِوضاً عن ذلك أتجهوا إلى تقديم وعود بالجنة وبنعيم الآخِرة والحور العين. صرنا مسخرة الشعوب نتيجة أفكار وممارسات هؤلاء المتخلفين.

تأتي لتناقش المسيرة والسيرة السياسية للحسن والحسين فيقفز لك الجهلة والمتعصبين بأول تهمة أنك تعادي رسول الله وتكره سبطيه... ترفع صوتك ضد ممارسات ولصوصية الحوثه فيتهموك بكراهية النبي..! طريقة حوارية متخلفة. لا معصوم إلا القرآن وسلطة النبي المستمدة من السماء فقط. نناقش حتى سلطة النبي السياسية. نناقش وننتقد السلطات السياسية لفترات إدارات الخلفاء الراشدين أنفسهم وبطريقة نقدية لا تتدخل بكراهية أو محبة لأحد. قتل حمزة وهو يقاتل على نصرة الله ورسوله والإسلام وكذلك فعلوا آل ياسر. بينما قتل الحسين وهو يقاتل على السلطة؛ نعم السلطة التي رفض يقاتل عليها الحسن شقيق الحسين. هذا التوصيف لا دخل له بالرسول أو الإسلام. إذا كان هناك من قتل مظلوم في تلك الفترة فهم عمر وعثمان وعلي.

النافخين في حب الآل والحسين اليوم هم طلاب سلطة يستمدونها من نسب وقرابة يدعونها من تلك الهامات والقامات الإسلامية الراحلة؛ ولا يهمهم الحسين اوغيره بقدر أهتمامهم بترسيخ ولايه علي وأولاده ليصل الأمر إلى مبايعة حمود عباد ويحيى الحوثي وحسن زيد حكاماً ونواباً على اليمنيين.! جرأة ووقاحة..

اليوم يهمني تأسيس دولة نظام وقانون يستظل تحتها الجميع. سنناضل بقية حياتنا ضد غلاة الأديان والمذاهب والطوائف بمختلف توجهاتهم. لا أخشى على نفسي وأبنائي إلا من شخص يحمل معتقدات دينية ومذهبية متطرفة. نحتاج لمراجعة شاملة وعميقة لنسف ماعلق في أذهان ومخيلات وثقافات ومعتقدات المجتمعات الإسلامية لنشق طريقاً جديداً للأجيال القادمة بآليات ومعدات علمية حديثة؛ وننسف المعتقدات المتخلفة التي تعشعش في جوانب حياتنا.