عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

المُنشقون عن المؤتمر.

2017-09-04 الساعة 16:51

المنشقون أغلبهم ليسوا إلا شقوقا في جدار الشرعية ولم يكن إنشقاقهم إلى الله ورسولة وإنما لعطايا من الشرعية يصيبونها وامتيازات ينالونها كانوا قد حُرِموا منها حين رحيل صالح ثم جاء الحوثي وحرمهم من البقية.

الشرعية بطبيعتها سخية حد السفه مع هكذا منشقين فإنها ستعطيهم وتمنحهم مالم يكونوا يتوقعونه وتهدف من وراء ذلك شيئين أما الأول كسب ولائهم وودهم و الإستفاده منهم في انهاء الإنقلاب وأما الثاني فإنها تعطيهم لتشجع آخرين مثلهم في صف الإنقلابيين للإنضمام والهجرة إليها. ..

في حين تقوم الشرعيه بمنح هؤلاء المنشقين الهبات والعطايا ومكافاءت إنشقاقهم من الرتب والمناصب والإستحقاقات المالية والإمتيازات الخيالية فإن مناضلين ومرابطين ومقاومين بكل ما أوتوا من وسائل وقدرات لمناهضة البغي والطغيان لم يحصلوا على حقوق أساسية تمنحهم العيش الكريم في أقل مستوياته وتعينهم لمواصلة كفاحهم ونضالهم.

قليلٌ جد وقد يصل إلى حكم النادر أن منشقين من انقلابيي صنعاء إلى شرعيي مارب ثبت نفعهم وتأكد جدواهم في المضي في إسقاط الإنقلاب بل إنهم تحولوا إلى معرقلين ومشككين ومنهم من  تحول إلى مجاهر بحبه لبعض رموز الإنقلاب وكرهه لبعض رموز الشرعيه.

المنشقون وجدوا من الشرعية بغيتهم ومرادهم فمعظمهم هاجر بحقده وانتقاميته من اكبر فصيل وحليف أساسي في الشرعيه هذا الحليف الذي أنصاره نالهم من القتل والتهجير والتفجير مالم ينله فصيل من فصائل الشرعية بل إن رجاله جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش يدكون أوكار البغي ماضرهم خذلان متخاذل ولا تآمر متآمر..نعم لقد شد المنشقون رحالهم لذلك الأمر إضافة لأمرين اثنين فأما الأول رؤية سلفهم من المنشقين وكيف أصبحوا يتقلبون في نعيم الشرعية ونِعم المملكه ولم يجبرهم احد على التنازل  على هويتهم المؤتمرية وإن نال بعض المنشقين من زعيمهم في حضرة الشرعية والملك فإن قلبه مطمئن بحبه وتلك ضروره ومفسدة صغرى . وأما الأمر الثاني فهو الهجره المنظمة لإعادة ترتيب صفوف المؤتمر وترميم أساساته وتقوية جدرانه وليصبح مؤتمرا على ماتحبه الشرعية ويرضاه التحالف ومحققا لأهداف الأولى وغايات الأخير.

إن من عاش في أوحال عبودية الفرد و ضل يحمل مبخرة تمجيده أعواما مديدة ويخدم في معبده يسبح بحمده ويذبح له القرابين لدوام جبروته فلا يعول عليه في أن يكون قربانا لتحرير وطن أو فدائيا لانتزاع جمهوريته من مخالب البغي والطغيان فأمثال هؤلاء يطيب لهم أن ينتقلوا من رِقٍ إلى رِق وأن يكونون خُداما وسدنةً في معابد كهنة الاستعباد لايهمهم شكل ولون وانتماء وجغرافية الكاهن والطاغية بقد مايهمهم عشقهم للعبودية.

تحية لرجال المؤتمر الذين لم ينشقوا وإنما أعلنوها مدوية بالفعل لابالقول فناهضوا المليشيات وقدموا التضحيات وتحية لمن لم يبدلوا مؤتمريتهم ويتلونوا لنيل المغانم فتواروا عن المشهد لحسابات وظروف خاصة