عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

داعش الإيرانية

2017-08-10 الساعة 19:08

داعش والقاعدة من أدوات إيران لتنفيذ أهدافها خارج حدودها. وتعتبر إيران هي المأوى والملاذ الآمن لقادة طالبان وأسرهم بعد سقوط حُكم طالبان في إفغانستان. حتى بعض افراد أسرة بن لادن أستقر بهم الحال والمقام هناك.

عندما كان سقوط نظام بشار الأسد وشيكاً لصالح الشعب السوري؛ ظهرت فجأة جبهة النُصرة والقاعدة وداعش؛ وظهرت الفيديوهات البشعة والصادمة لمارسات تلك التنظيمات المتطرفة بإسم الإسلام، مما مكن بشار الأسد من إستثمار ذلك لصالح بقاءه وأعطاه المشروعية لضرب الثورة السورية والتنكيل بخصومه بتأييد صامت من المجتمع الدولي. والأخطر مافي الأمر قيام إيران بإحداث تغييرات ديموغرافية في سورية وذلك بطرد السنة من مدنهم وإحلالهم بشيعة وموالين لها.

في العراق وفي يوم وليلة تمكنت داعش (مُكنت) من السيطرة على عدة محافظات ومعسكرات وأسلحة ومال يقدر بالمليارات؛ عندما تم إقصاء نوري المالكي من رئاسة الحكومة في العراق؛ والملفت في الأمر أن داعش لم تظهر إلا في مناطق السنة ليتم على أثر ذلك تشكيل جيش طائفي عراقي إيراني سُمي بالحشد الشعبي، وبدعم وغطاء وسلاح إميركي وبعمائم سوداء وبيضاء لا بقبعات عسكرية نظامية.

بهذه المليشيات الطائفية تم التنكيل بمناطق السنة وتم طرد المدنيين من مدنهم وقراهم وإحلال سكان جدد موالين لإيران بدلاً عنهم؛ و بهذا تم إحداث تغييرات ديموغرافية أخرى في العراق لصالح مشروعها الطائفي.

وبالتالي فكل المناطق التي ظهرت بها داعش كانت ضد إيران وأصبحت اليوم في دائرة سيطرتها بعد طرد داعش منها. والغريب أن جيش داعش المزعوم تبخر في يوم وليلة ولم نرى لهم أسيراً أو قتيلاً!. ولا نعرف وجهتهم الجديدة حتى الآن.

لم يحدث وأن نفذت داعش أو القاعدة عملية واحدة ضد مصالح إيران؛ مع أن أهدفهم المُعلنة هي مواجهة النفوذ الإيرانية في المنطقة العربية.

بداعش والقاعدة والحوثي وحزب الله نجحت إيران بإغراق المنطقة العربية في دمار وفوضى شبة شاملة؛ وبتلك الأذرع إستطاعت أن تدمر مقدرات وممتلكات المنطقة وهاهي تسعي للإجهاز على كل الأنظمة العربية وإحلالها بحكومات طائفية ضعيفة فاسدة عميلة لها كماهو الحال في العراق وصنعاء وبيروت ودمشق.

وبالمقابل مؤسف مانراه ونشاهده من تدابير وسياسات عربية والتي بمجملها تصب في صالح المخططات الإيرانية.

يركز العرب جل جهودهم وإمكانياتهم لمواجهة الجزئيات والإنشغال بالصغائر، وإدارة خصوماتهم البينية اليومية.

ففي رحلة العرب لإستعادة اليمن ضاعت قطر وذهبت إلى مراتع ومضارب الإيرانيين كما حدث في السابق عندما ذهبوا لإستعادة الكويت أضاعوا العراق وسورية ولبنان واليمن وفرطوا بأمن وإستقرار الخليج.

اليوم إيران تُدمي الجسد العربي بسياط عربية وأموال عربية ونحن عاجزين أو متخاذلين في التصدي لها.

قريباً ستُعلن إيران زعامتها السياسية والإقتصادية والعسكرية والمذهبية على كامل المنطقة العربية؛ و بالتالي سنرى تسابق وتنافس دول العالم لكسب ودها ورضاها، وهذا هو هدف إيران النهائي؛ ولا عزاء للعاطفة العربية عندئذاً.

المرحلة القادمة هي مرحلة إيرانية مالم يصحو العرب من نومهم، والظاهر أن ذلك مستحيل في قادم الأيام.

المعذرة ياعرب فقد أدوشتكم بقصص إيران وعمائمهم وطرقهم في الحياكة والحباكة والخياطة والدهاء؛ المهم لا تنسوا أن تطلبوا شاي بدون سكر بعد إتمامكم إلتهام خواريفكم الدسمة الشهية وذلك خوفاً من السكري.!