محمود ياسين

محمود ياسين

ثمة ما ينبغي ترتيبه ذهنيا !

2017-08-01 الساعة 03:52


الانقلاب لن يحكمنا ولن يكن الواقع الوطني المرير ولو تذوقنا علقم التدخل والجماعات والعنف ، بمعنى اننا لن نقبل التدخل يوما ولن يجعلنا هذا الرفض نذعن للانقلاب ، ولو اننا في صنعاء بلا اغتيال فلن نعتنق وثنية الانقلاب مقابل كل عملية اغتيال في تعز او عدن ، فالانقلاب اغتال وطنا ووضع جثته في مرمى النيران من كل صوب ، وطننا لم يلفظ انفاسه ولن يموت والاغتيال الذي تعرض له هو اغتيال سنوات من عمره في لحظة ذهول ، ولا يمكنه اغتيال اربعة الاف سنة حضارة ،
سنلعن الطائرات ويود احدنا لو امتلك مضادا على سطح بيته ، وسنلعن مريم وملابسها الداخلية واحمر شفتيها وهي تنسل كل ليلة من فترينة العرض الزجاجي بواجهة المول وتركب طائرتها الحديثة لتنقض علينا بكلما وصل اليه مزاج العالم من استهلاك اخلاقي حيث يمنح فتاة العرض جموعا من البشر تقتلهم وكأنها تمارس لعبة فيديو ، ويراقبونها مثل من يراقب اعلانا خارج الوقت الاصلي لما تبقى من عقلانية العالم وهو يمنح وقتا مقتطعا لأجل تمرينات " اسبرطة الجديدة " 
ثمة حقائق يجب ان تفهم ، وهي اننا لن نتخلى عن دولتنا وآدميتنا لا للخلافة العباسية ولا لأسبرطة الجديدة 
وبينهما لن نقايض كلما نحن عليه بالأداء الاقل تهورا والاكثر لؤما للسعودية ، في الداخل انا مع اهلي ضد الانقلاب وبوجه الخارج انا مع من يتمترس معي تحت العلم اليمني ولو كان خصمي ، ولو كان عبدللطيف تحت العلم السعودي لاطلقت عليه النار 
وبينهما ايضا لن يحكمنا صالح ولا ابنه ولو خاض مع الحوثيين حربا ، وبوسعنا ان نعلن اننا لا نريد لا هذه الحرب المتوقعة في صنعاء ولا التي تدور في احياء تعز ولا هذه التي تحاربنا من سماء صنعاء وقد جردنا الانقلاب من آخر مضاد كان يناوش الاوغاد من قمة نقم . 
كتبنا عن السلام لأن الحرب اي حرب تدفع احدهم للتفوه بكلمة السلام ، وانا ربما اعلنت مهمة وطنية هي على قدر كبير من الأمل اكثر مما هي واقعية وهي اقناع صالح ان نجاته رهن بنجاة اليمن وكنت لحظتها ولا ازال " أفكر بغاندي وهو يخبر البريطانيين انه سيدفعهم للوصول لحكمة الرحيل بأنفسهم " ولا احد يملك الحق الاخلاقي في تجريم محاولة اقناع رجل يمتلك الامكانات ان مصلحته تكمن في فعل الصواب ، يرجون ذلك من الشيطان احيانا دون ان يكون عليهم تقمص اجنحة ملائكة ، فالملائكة لا تتسلم نقودا من دائرة استخبارات تقصف بلادها ، والملائكة لا تملك الوقاحة الكافية للتفكير انها تمتلك معيار الوطنية عوضا عن المجازفة بادعاء وطنية مقايضة وطن بظرف نقود لا يعود معه من المهم التساؤل عن الفارق بين الشيطان والملاك ولا بين الوطني والعميل ولكن بين ثمنين لورقة خمسمئة والرقص على فارق سعر الصرف بين الريال والدرهم ودفع البائسين للموت بلا ثمن 
سنقف كالعادة منذ ما قبل سقوط العاصمة بيد المليشيا ، نقف مع بقائها عاصمة اليمنيين ودولتهم الجمهورية والديمقراطية دون منحها لأي مقتحم سواء وصل تحت شعار الصرخة او العلم السعودي ، وان كنا قد اخفقنا مرة فلن نخفق مرتين ، وان كان علينا البقاء في صنعاء فذلك ليس لأننا مطرودين من قوائم المنافي ولكن لأنه ما يطير من بلاده الا التبن 
ومثل كل مرة ، اليمن هي الحكاية ، والهوية هي الجلد والعظم والروح وانه لمن الاسطوري بمكان ان تظل على قيد حياة تشترط عليك كل ليلة موتا جديدا وانتماء بتضاريس خريطة رسمها بدوي بعصاه على رمل باب خيمته كمقترح للاستثمار في جني النقود واحراز الانتقامات ، بينما نحن نحن في صنعاء نعرف ان الانقلاب سيستيقظ يوما بلا يدين ولا لسان ولا رغبة في محاولة اخيرة ، والذي يتماسك سيتذوق امان الوجود وحس الكبرياء في البيت مفكرا في ذلك الاحتمال الذي راوده يوما بوضع جنسية اخرى امام صورته في جواز السفر ، صورتك وليس امامها : ي م ن ، وانما أحرف اخرى تشعرك مثل بنت مناصب مزقوا ملابسها في السوق .