عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

مبادرة صالح و حديث المصالح

2017-07-19 الساعة 14:33

الإنسان مفطور و مجبول على الخير والحب والسلام وفعل الخيرات غير أن فطرته السليمة تنحرف بل وتنقلب على تلك المبادئ بفعل المؤثرات المحيطة والمعطيات المطروحة والوقائع الواقعه التي غدت مجموعة من الملوثات البشرية حرفت مسار الفطرة فأصبح الإنسان منقادا لهواه وتابعا لأطماعه ومنحازا لمصالحه.

كم هي دعوات المصالحة التي دعت لوقف التدهور الحاصل في اليمن ؟ وتفاقم حالة الشعب الإنسانية..؟ألم تكن المبادرة الخليجية وجلسات الحوار الوطني- مع تحفضنا للثغرات الكارثية فيها- لجميع شركاء العمل السياسي هي دعوات لوقف هذا التدهور وماهي نتائج تلك الدعوات والاتفاقات؟

لم تكن دعوة صالح بالأمس في ذكرى تقلده للحكم  للمصالحة هي الأولى ولن تكون الأخيرة إذا ماستمرت الأزمة اليمنية في تأرجح وتباطؤ وتراخ في الحلول الحاسمة بشقيها السياسي و العسكري  خصوصا وأن الحلول وقبولها بل وطرحها لم يعد مقدورا عليه من قبل الشرعيه والانقلابيين  بعد تدخل الخارج الإقليمي والدولي وصدور بذلك قرارات أممية لم تتعد أن تكون قرارات للاستهلاك الاعلامي والتحاوري ولإبتزاز طرف دون غيره.

مما لايخفى على الجميع أن دعوات صالح السابقة  للمصالحة ماكانت إلا لتحقيق مصالح دونية ذاتيه لاترق بل ولا تمت  إلى المصالح العليا للأمة و الملة ومثلها بعض المبادرات لبعض الاطراف الخارجيه وكثيرا ماقوبلت بالرفض والسخرية ووصف صاحبها ( صالح) بثعلبٍ يتقمص ثياب الصالحين.. اليوم ومع طول أمد الحرب والتدخلات الخارجية الشائكة والمعرقلة والأحداث المتتالية والمتسارعة كـ( أزمة الخليج) والتي كشفت حجم التلاعب بالقضية اليمنية والابتزاز الرخيص والمهين للشرعية من قبل بعض الدول الداعمة لها كان حريٌ الوقوف عند دعوه صالح ويجب التعاطي معها ولاتحتاج لتصديقها و تحقيقها لضمانات من صالح او من غيره وإنما تحتاج لاثبات حسن نوايا صالح وترجمتها لافعال يشعر بها المواطن والوطن ويتلمسها في اقرب وقت جميع اليمنيين  - صالح والشرعية والتحالف يعرفون جيدا ماهو المطلوب - وهي اكبر الضمانات.

ولإن القريب والبعيد يعلم علم اليقين أن  الشرعية وقراراتها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتحالف فإنها لاتستطيع إبداء أي رد على مبادرة صالح إلا بالتشاور مع قيادة التحالف فكان لزاما على التحالف إن كان ماضيا وعازما على الحسم فإن للحسم أبواب و نوافذ.. ومبادرة صالح إحدى تلك النوافذ فإطالة المعركة والتباطؤ فيها لن تجني أشواكه اليمن وإنما شقائقها وأشقاؤها وإن كان عامة اليمنيين البسطاء هم الأكثر تأثرا وجراحا خصوصا بعد تكرر قتلهم بطيران التحالف والذي يبرر له دوما وأبدا بالخطأ ومع تكرر هذه الأخطاء فأين تلك التقنيات العالية والأقمار السابحة لرصد الأهداف المطلوبة من أولئك الأبرياء والذين قتلوا ظلما في المراوعة.. إنها خطيئة لن تمح إلا بالإسراع أولا في الحسم في تنفيذ الوعود في التعاون لإعادة الدولة والجمهورية إلى إحضان الدستور والنظام والقانون وتغليب مصالح الإوطان على المصالح الضيقة الداخلية والخارجية .