عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

غطرسة الهاشمية السياسية

2017-04-26 الساعة 19:56

بلا جدال ولا ريب أن مصائب الإسلام و90% من الدماء البريئة التي سُفكت في المنطقة العربية وتحت يافطة " الله أكبر" منذ لحظة الإنقلاب على رئيس دولة الإسلام الخليفة عثمان بن عفان وإعدامه وحتى اليوم سببها هو الصراع على السلطة وأبطالها هم من يسمون انفسهم آل البيت.

 

بلا شك أن نسبة كبيرة مِمن يدّعون القرابة من الإمام علي عليه السلام أغلبهم من أصول فارسية وعجمية وتمت عمليات الإنتساب تلك في حُقب تاريخية مختلفة، شبقاً بالسلطة والثروة؛ والدليل أن عددهم يتجاوز 200 مليون إنسان في العالم، في حين أننا نجد أن هناك فقط حوالي 4 مليون يهودي ممن يدعون نسبتهم إلى النبي موسى عليه السلام بالرغم الفارق الزمني بين موسى وعلي بن أبي طالب، وكذلك لم نجد شخص واحد أخبرنا أنه من ذرية أبولهب.

 وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون، وأضطررنا نقول هذا بعد أن زاد ظلمهم وتعاليهم وكبرهم على أبناءالشعب اليمني الأصيل، ولولا أيذائنا وجلدنا صباح مساء بذلك النسب ما تطرقنا لمثل هذه القصص التي لاتهمنا ولا نقف عندها سواء صدقوا أم كذبوا؛ فنحن كلنا من آدم وآدم من تراب.

 

حقيقة واضحة وجلية أن ماقام به الحوثه في اليمن اليوم أصاب من يدّعون نسبتهم لآل البيت في مقتل، فقد نسفوا ثقة المجتمع اليمني. وكل ممارساتهم العبثية والإستعلائية التي نعيش فصولها الأخيرة اليوم خير دليل بإنهم أغتروا بالسلطة وسكروا بإمتلاك السلاح وقطعوا صلتهم باليابسة وعلاقتهم بالمجتمع اليمني، وصاروا ينفخون في بالونهم السلالي، وهاهو البالون يكبر ويكبر ويرتفع ويرتفع وغداً سيجد دبوس صغير طريقة إلى داخل ذلك البالون.

 

كل الدول تتكون من خليط من البشر والقوميات والأعراق والألوان وبفعل الزمن يذوب الجميع مكونيين هوية جامعة تحمل إسم البلد الذي يعيشوا على ترابه، واليمن تكونت من عرب أقحاح وأحباش وهنود وعجم وفرس وغيرهم، ونجدهم اليوم قد أنصهروا في هوية واحدة إسمها اليمن؛ حتى مِمن ترجع أصواهم إلى بني أمية نجدهم قد ذابوا في المجتمع اليمني، بعكس من يدعون الإنتساب لآل البيت فمازالوا يذكروننا صباح كل يوم انهم ليسوا يمنيين، وإنما هم فصيلة نادرة ودمهم أزرق وهو نفس مايدعيه اليهود اليوم، والمفارقة العجيبة أنهم يتفاخروا بهويتهم وأصلهم الغير يمني، في الوقت الذي يسعون فيه إلى الإستيلاء على حكم ومقدرات اليمن وأسترقاق أهلها!.

 

اليوم أجد نفسي في صف جراح القلب اليهودي والمهندس المسيحى والمخترع البوذي لا في صف شمس الدين وبلس الدين ونور الدين ممن أدوشونا بنسبهم إلى الحسين ولا همّ لهم إلا قشقشة الزكوات وسرقة بيض وسمن وتيوس البسطاء.

 

اليوم نجد أن عقلاء الهاشميين قد ذابوا تحت سطوة وجبروت وكِبر وتعالي سفهائهم، ودفعوا بأولادهم وبناتهم إلى جبهات الحرب وميادين التدريب لغرض إذلال أبناء الشعب اليمني، وهنا وجب على الجميع الوقوف ضد تلك الأعمال الإجرامية والعدوانية التي تعدت مربع الصراع على السلطة إلى الصراع على الكرامة والعيش الكريم.

نطالب أخواننا وأهلنا الهاشميين بسرعة مراجعة مايحصل اليوم ونكرانه والوقوف ضده بمواقف واضحة جلية، فغداً لن نستطيع أن نوقف مقطورة الإنتقامات وردود الأفعال.