عبدالله مصلح

عبدالله مصلح

باسندوة.. المتربع في قلوب وذاكرة اليمنيين

2017-04-16 الساعة 18:05

قليلون هم أولئك الساسة الذين يحظون بقبول شعبي ورضا سياسي وتقدير مجتمعي من مختلف الأطياف.

 

وفي مقدمة أولئك يتصدر المناضل محمد سالم باسندوة رأس القائمة، رغم أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي ولا يتكئ على قبيلة ما، ولا يمتلك شبكة إعلامية ولا إمبراطورية اقتصادية، لكنه يكاد أن يحطم الرقم القياسي في محبة الناس له، بعد الشهيد الحمدي والراحل فرج بن غانم.

 

وفي خضم الظروف المأساوية الجاثمة على البلاد والعباد، فمن الطبيعي جداً أن ينتاب المواطن اليمني الشعور بالغضب والسخط تجاه مختلف النخب السياسية المنتجة للوضع الراهن، لكن حين يأتي إسم باسندوة على لسان أحدٍ ما، سرعان ما تنساب له كلمات الثناء وعبارات التقدير.

 

قد ترتاد أحد المقايل اليمنية، وتسمع من يثني على حكومة باسندوة، وقلّما تجد معارضاً أو رافضاً له.

 

قد تذهب إلى محطة تعبئة اسطوانات الغاز المنزلي لترى أحد المواطنين وهو يدفع مبلغ 3200 ريالاً قيمة الإسطوانة الواحدة، ثم ينتزع آهات حرّى وهو يقول : سلام الله على باسندوة.

 

قد تمتطي وسيلة نقل عامة لتجد الجميع يلوكون السياسة "الموظف والجندي والطالب والشاقي" وبمجرد أن يذكر أحدهم إسم باسندوة حتى يقول بعضهم "سلام الله على باسندوة" وربما يردّ آخر بحماس "سلام الله عليه من اليوم إلى يوم القيامة".

 

قد تقصد إحدى محلات الصرافة لغرض الصرف أو الاستفسار الفضولي عن آخر تقليعة في أسعار صرف الريال اليمني، وإذا ما زاد الفضول عندك وسألت صاحب الصرافة عن مدى إمكانية عودة الريال اليمني إلى سابق عهده، فيجيب عليك: إذا عادت حكومة باسندوة يمكن يعود الريال، وما أركنكش، لكن الذي أعرفه أنه في عهد باسندوة كان سعر الصرف ثابت لأكثر من عامين.

 

قد تغادر إلى القرية لزيارة الأهل والأصحاب، وتلتقي بجدك المسنّ أو جدتك العجوز، لتسألك بالقول: يابني أين عاد جاء هاذك اللي كان يبكي علينا؟ وذلحين كلنا نبكي دمّ!! الله يذكره بالخير.

 

أما إذا كنت من عشاق شبكة الإنترنت، ومن مدمني المواقع الإلكترونية والإعلام الاجتماعي، فسوف تتأكد بأن جُلّ المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لا تكاد تخلو من الإشارة إلى مناقب باسندوة.

 

سوف يتذكر اليمنيون طويلاً مواقف هذا الرجل النبيل وإيجابياته التي تأبى أن تبارح الذاكرة اليمنية.