عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

عامل الملح في عدن

2017-03-24 الساعة 19:21

قبل ثلاثة أيام بثت الجزيرة في نشرتها المباشرة من منطقة المملاح بمحافظة عدن لقاء مع عامل إستخراج مادة الملح من البحر. بدى السيد علي مُضحكاً في أجوبته على مذيع القناة كبعض المقابلات التي شاهدناها سابقاً في مصر والسعودية والكويت وسورية وكاليفورنيا وتكساس، مع أناس في نفس مستواه العلمي والثقافي.
 عامل الملح علي لا يجيد الحديث بالسجع والطباق والجناس ولم يتدرب على فن الخطابة كالكثير من الفاسدين والمجرمين المعممين بأنواع زاهية من الملابس. ولان الدولة فشلت في توفير حياة كريمة لأهله؛ ترك المدرسة منذ الصغر وعمل في مجال الملح لإطعام أهله وإنقاذهم من التشرد والضياع. ولانه إنساناً عزيزاً لم يلجأ للسرقة والنصب والإحتيال لمساعدة أبويه على مواجهة قساوة الحياة وتقلباتها. ولأنه شريفاً لم يخطر على باله أن يسرق طعام الناس بإسم الحسين وفاطمة والكرار. ولأنه مسالماً ونزيهاً لم يفكر بإدعاء حب الوطن ليسطو على أموال الدولة ومقدراتها؛ ولأنه يحب الله لم يدعي بإنه وكيلاً عنه ليقتل ويدمر وينهب باسمه وبإسم الاسلام والمذهب والصحابة، ويطعم أخوانه من حقوق الآخرين وأموالهم. 
 فقط كرس حياته للعمل والكسب المشروع والشريف.

بمثلك ياعلي، ياعامل الملح تُبنى الأوطان وتزدهر.