يا إصلاحيوا اليمن .. تحمّلوا

- أنتم الامل بعد الله في تحقيق النصر واستعادة الدولة، ولذا تتناوشكم الرماح من كل جانب ، تطالكم نيران العصبية والطائفية كل يوم ، وتلاحقكم الافتراءات والاتهامات المضللة ، فمنكم الشهداء والجرحى ثم تتهمون  بقتلهم ، عَبَثًا تحاولون الفكاك من هذا المصير، هذا قدركم الحتمي ، ولا احد غيركم موكل اليه هذه المهمة ، تحملوا "افتراءات" الحراك ،ومكايدات الاشتراكي ، وخيوشة المؤتمريين، وتنكر الشرعية ، وتقلبات التحالف ، فلا تبددوا وقتكم في تفنيد مزاعمهم ، وسرد تضحياتكم ، لا تسقطوا في شهوة استعراضها.
روّضوا وحش إلانا في نفوسكم ، وتجاهلوا تخرصاتهم ، دون التنكر لهم  او اعتبارهم عبئًا ثقيلا على كواهلكم ، فهم منا ونحن منهم .
انظروا الى أطفال تعز الجرحى ، وهزال اطفال تهامة ، واحلام أبناء عدن ، وآمال رجال مارب الكبرى، وطموحات وافكار حضرموت العظمى، ونظرات نساء اليمن الثكلى ، انظروا صور الانفجارات ، وأرقام الضحايا، والتوقعات الكارثية والأخطار  المحدقة بالبلد، 
لا جدوى من التحسر على ماخسرناه ، فبكاوكم على صنعاء لن يعيدها للدولة، وحزنكم على القشيبي لن يعيد عمران، ورثاؤكم لليافعي لن يعيد الالق الوحدوي للجنوب، وتذكروا ان الفشل في استعادة الدولة ،والفشل في مكافحة الفساد، والفشل في اللحاق بثورة التكنولوجيا، هذا سلوك انتحاري بامتياز، وماعليكم سوى تقديم نماذج في التعايش والتوافق والقبول بالآخر ، والانخراط في بناء الدولة اليمنية الحديثة المبنية على قيم الديموقراطية والحريّة والمساواه والعدالة الاجتماعية، 
 
القضية واضحة جدا ، النصر يقرع بابكم اليوم ، وعيون وأفئدة اليمنيين تهفوا إليكم ، فلا تهدروا  الفرص في تذكر صراعات الماضي ، فهي حروب لا تنجب غير المزيد من الفقر والجهل والمرض ، وركزوا - فقط -على كيفية الانتصار في حروب المستقبل، فلا خيار أمامكم غير تحقيق النصر .. النصر وحسب .