سام الغباري

سام الغباري

المهدي وصل !!

2017-02-12 الساعة 20:31


- مفاجأة .. أليس كذلك ، لقد قلبنا الطاولة على "إيران" ! ، وصل "المهدي المنتظر" ولم يعد هناك حاجة إلى "علي خامنئي" ! ، خرج من "صنعاء" هذه المرة ! ، أخيرًا .. سنجد زوارًا شيعة من كل الدول المهووسة بالأولياء والكرامات والخرافات ، وستنساب الأموال الكثيرة بين أيدينا ، إنهم إقتصاد مذهل ، حمقى ينتظرون عند باب الرجل المنتظر ، يتأملون في قسمات وجهه "النبوية" ويأملون في إلتماس يقربهم إليه ..بركة تضفي على حياتهم السعادة ! ، لقد بدأوا بالإحتشاد فعلاً عند بابه ، وكذلك كانت بدايات "حسين الحوثي" إلى أن وصل "عدن" في أقاصي الجنوب اليمني خلال عشر سنوات فقط .

- ما زلت أقرأ بيان أحزاب اللقاء المشترك اليمنية في تاريخ 30 يونيو 2004م ، عقب إستدعاء غاضب لوزير الداخلية إلى قبة البرلمان لـ" شرح الأحداث والتطورات وما يدور في محافظة صعدة" ، قرر التجمع اليمني للإصلاح الذي كان أحد أهم وأكبر الأحزاب السياسية الرئيسية في اليمن أن يعبث مع "صالح" في أخطر المربعات التي تمس عقيدة وهوية الجمهورية اليمنية ، إنتهز فرصة نشوب الحرب مع الحوثيين ، ثم قرر لعب التناقضات ، والحديث بأسى عبر القنوات السياسية والإعلامية عن تلك المعارك "العبثية" التي يديرها "القائد الأعلى للقوات المسلحة" !.

- سأستعير ما يلي من بيان اللقاء المشترك والإصلاح في ذلك اليوم " دعت أحزاب اللقاء المشترك مجلس النواب إلى القيام بواجبه في اجلاء الحقائق وتصحيح المسار المعوج الذي تنتهجه الحكومة والكشف عن التجاوزات الدستورية والقانونية كمقدمة لإحالة مرتكبيها إلى العدالة " ، وقال البيان "أن السلطة تستخدم القضايا الأمنية كورقة سياسية لتصفية الحسابات والثارات السياسية ، واستمرار لغة التخوين والتشكيك في وطنية الآخرين (يقصدون وطنية حسين بدر الدين الحوثي)! " ، واستطرد البيان "أن الرئيس صالح لم يستجب لطلب الأحزاب الإلتقاء به باعتباره المسؤول الأول عن حفظ الأمن والنظام ، مبدية أسفها لاستخدام السلطة الاسلحة الثقيلة بعنف مبالغ فيه ، ما ادى إلى الحاق الضرر بالمواطنين وممتلكاتهم !" ، وانتهى البيان بـ "حق حسين بدر الدين الحوثي وجماعته في التعبير عن آرائهم ومزاولة انشطتهم واي تهمة ضدهم يجري التحقيق فيها عن طريق النيابة والقضاء" ! .

- الوقت سانح الآن ، مثلما اعتقد الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك أن فرصة القضاء على حلم التوريث الذي تبناه "صالح" يأتي بالدعم السياسي والإعلامي لرجل مهووس بـ"الولاية" من صعدة ، فيمكنهم القضاء على "القرآن الناطق" بإحضار المهدي المنتظر نفسه ! ، فكرة عبقرية .. أليس كذلك !.

-  لقد اجتمعوا ذات يوم ، وقالوا : سنقضي على "أحمد" بدعم حسين بدرالدين الحوثي الذي سيعلن أحلامه المجنونة ، وهو بالطبع شخص غير مقبول ، سنستخدمه كورقة لإضعاف الذي رفض مقاسمتنا "كعكته" ، وبعد أن يسنح لنا ذلك ، سنعود إلى الحوثي لننفخ فيه فقط ، فهو لا يستحق العناء ! ، ولما رأوا الحوثي مقبلاً بجيشه ، عادوا إلى "صالح" وقد احترقت اجزاءه ، ابتسموا في وجهه ، تحدثوا عن المداعبة وقالوا : كنا نمزح يا رجل ! ، إلا أنه كان وغدًا حقيقيًا ، وجدوه يمارس طقوسه الحوثية ، كدرويش محترف في حضرة ولي يؤمن بجلال عظمته ، ويقدس صرخته ، حتى أنه سمح لجيشه وقبائله بالرقص معه على رؤوس الثعابين والمواطنين ! .

- لا بأس .. سنجد الأمر سانحًا هذه المرة في "المهدي" ، لقد خرج من سردابه ، وإذا كان الإيرانيون يزايدون علينا بنيابة المهدي ، فقد جئناهم بالنبوة من أصلها ، وأخرجنا "مهديهم" من غيابة الجب ، وهو اليوم بين ظهرانينا ، لم يبق سواه حتى تكتمل أركان الحفلة المجنونة ، ونطبق على الحوثيين بـ "نبي السرداب" المختبئ ! ، فنخلع المخلوع والكذاب ، ونأتي بمسيلمة .. ومرة أخرى سيضطر "أبوبكر الصديق" لإرسال "خالد بن الوليد" لإنقاذنا من الأدعياء والأولياء المجرمين .

- تلك قصتنا .. غير أن ما يجعلني قلقًا حقًا هو ظهور "المهدي" ، وقد بت أخشاه فعلاً ، فإذا كان "ولي صعدة" الأبله قد فعل فينا كل هذا ، فكيف بالذي ظهر علينا ، وقد صار اسمه "المهدي" .. المهدي مرة واحدة .. أواه يا  صنعاء ! .