سام الغباري

سام الغباري

لهذا يجب أن نعشق !

2017-01-30 الساعة 16:07

 

العالم يغلق أبوابه في وجوهنا ، والسعودية مستمرة في منح اليمنيين إقامات وهويات مؤقتة ودائمة ، الهاربون من سعير حرب افتتحها الحوثيون على رؤوس القبائل ورموز الدولة يلجأون إلى بلد عظيم ليس مُجبرًا على تقديم كل هذا الحُب ، فقد كانوا قادرين على إنشاء سياج اسمنتي آمن يحول بينهم وبيننا ، لكنهم لم يفعلوا !، وحين سألت بعض الأصدقاء هنا : لماذا تُصرون على مساعدتنا ونحن لم نساعد أنفسنا ، قالوا لي كلامًا كبيرًا عن الأخوة والعروبة والإسلام وصلة الرحم والشهامة ومروءة عربية افتقدناها كثيرًا !

- السعودية عضدنا الدائم الذي نؤذيه بإستمرار منذ تأسيس المملكة على يد الملك الرحل حتى اليوم ، وهو يغفر ويسامح .. ماذا قدّمنا للسعودية في محنتها خلال الحروب السابقة التي خاصتها مع ديكتاتوريات متفرقة ؟ ، لا شيء .. سوى أننا مددنا أيدينا إلى العابثين من خارج سياق التاريخ والجغرافيا لنعبث بأنفسنا ، وأوطاننا ومستقبلنا وجنوننا المنفلت حتى أرقنا وأرهقنا الدم والحياء وأصابتنا لعنة الضالين وغضب السماء .

- ممنوعون بأمر الدول من دخول حدودها ، من قبولنا كهاربين ، أو لاجئين .. إلا المملكة تعمل على إخماد حرائقنا التي أشعالنا بأيدينا ! ، يعيش في أرضها وتحت سماءها أكثر من ثلاثة مليون شاب يمني يمثلون جوهر المجتمع وعمود سكانه وأساس تنميته ومستقبله ، في حين تزايد دول أوروبا وأميركا بقبول مشروط للاجئين من مناطق محترقة في العالم ، لإكمال رونقها كبلدان إنسانية ، فيما المملكة وحدها تستحق أن تكون سيدة الإنسانية في هذا العالم المنافق .

- لهذا يجب أن نعشق "السعودية" كوطن كبير ، مثل أب لا ينوء بحمل أبناءه وإخوته في العروبة والعقيدة والدم ، إنسانية بلا حدود يُطلقها مركز الملك "سلمان" للأعمال الأغاثية في مختلف دول العالم ، نال منها اليمن النصيب الأكبر من العناية والولاية والإهتمام .. يدفع السعوديون أجور ٢٠٠ ألف جندي يمني على حدود البلد المنهك من صراعات أقطابه المهووسين ، وفوق هذا تتعهد السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين بدعم إنتاجي لقطاعات الكهرباء والصحة والتعليم وإعادة الإعمار ، وتعمل السعودية على تحسين موارد الدولة بتقديم الموازنة العامة للحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة "عدن" ، ميزانية مفتوحة للسلام والبناء والحرب أيضًا ، هذه أشياءٌ نادرة في زمن البراغماتية الفجّة .

- يومًا ما سيعرف اليمنيون جميعًا أنهم كانوا محظوظين بهذا البلد الكبير ، وهذه الأخوة السامية النبيلة التي يحملها جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده وولي ولي عهده تجاههم ، وما أُجبِروا على ذلك ، إلا أنها أصالة وسمو ورفعة في أصلابهم وأنسالهم ودماءهم ، يتذوق منها العالم كله حلاوة الطيب ونقاء السريرة وصفاء الجود وكرم الضيافة ، وينال اليمن منها دفء الأخوة وشمائل الرعاية والإهتمام .

- لقد ناءت أميركا - ذلك البلد الأقوى في العالم - بحمل بضعة آلاف من اللاجئين ، إلى أن ساقها "ترامب" بإتجاه البحث عن حياة معزولة تصنع مستقبلها خلف جدار عملاق مع جيرانها المساكين ،  وما ناءت "السعودية" بحمل ملايين العاملين والمهاجرين واللاجئين منذ خلقها الله إلى يومنا هذا ! .. لن نكون جاحدين ، وإن فعلنا فعلى أنفسنا ، وقد أثبتت تجارب رؤسائنا السابقين أن من ساق المؤامرة على المملكة فإنما يتآمر على نفسه ، ويُحرق مراكبه ويذهب بشروره إلى سحيق مظلم .

- علينا كيمنيين لحاق المروءة الباقية في هذا العالم ، والإمتنان لهذه الشهامة الأصيلة الغالية ، فقد مات الفرسان في كل الأرض ، إلا في السعودية ، وهي ما تزال حُبلى بهم ، تُنجبهم جيلًا بعد آخر .. ولأجل ذلك يجب أن نعشقها حتى الثمالة .

.. وإلى لقاء يتجدد

 

* كاتب وصحافي يمني