عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

اعتذار قيادات الجنوب

2016-12-06 الساعة 19:47

خلال الأيام الماضية تلقيت كثير من التوضيحات من كثير من شخصيات الجنوب، ممن هم في مناصب دولة الوحدة ويعملون لصالح علم دولة الجنوب "سابقاً".  أكدوا لي أن تصرفاتهم ماهي إلا مهدئات ومسكنات للجنوبيين، لأن الشارع الجنوبي عاطفي ويحبوا تلك الأعمال، كما وصفوه.

وردي عليهم :

أخواني الأعزاء

هناك الكثير من رجالات الجنوب ماعرفناهم إلا رجال دولة ومن الحجم الكبير، وبوجودهم كان للجنوب خاصة واليمن عامة ثقل في الداخل والخارج. اليوم نراكم في تنافس قاتل على مناصب دولة الوحدة وتعملون لصالح علم الجنوب. هذا إزدواج في الشخصية وتصغير وتقزيم لكم أنفسكم وليس للشمال.

 يا أخواني منذ 2012م بايعناكم ورضينا بكم حكاماً على اليمن بكامل ترابه، فكونوا كبار بكبر هذا الوطن أو غادروا مواقعكم.  مطلبنا اليوم منكم قليل من الإحترام للشمال فقط. صار مطلبنا اليوم أن نعيش فقط بجواركم وبكنفكم. صارت الرئاسة والحكومة ومكتب رئاسة الجمهورية والأمانة العامة للرئاسة والدفاع والداخلية والتخطيط والنقل والمالية والبنك المركزي والامن القومي ومعظم وزارات الدولة و90% من السفارات وكل القنصليات اليمنية في الخارج وكل البعثات الدبلوماسية لدى المنظمات الدولية بأيديكم، وصار الجنوب 100% تحت إدارتكم. حتى الباعة المتجولين من الشمال تم طردهم، ومنعتوا حتى الوزراء " الشماليين" من دخول الجنوب. منعتوا حتى قيادات وأفراد مقاومة تعز من مجرد المرور عبر الجنوب الى تعز.

فحتى المتطرف من الحوثيين لم يفكر لحظة في إهانة او طرد أو مضايقة شخص كونه من الجنوب، يعمل أو يسكن في الشمال. بل سلم حكومته الإنقلابية لقيادي جنوبي.

 اليوم صارت الدولة كلها بأيديكم، ولا مانع لدينا فقط نطالبكم بأحترامنا. رئيسنا يقول انه سيرفع علم اليمن على قمم مران وبهذا نقدم دماءنا لتحقيق ذلك الحلم، لنجد أن ذلك العلم سقط داخل قصر الرئاسة في عدن وفي سفارتنا في الخارج..!! جراءة مابعدها جراءة.

اليوم تسخروا من الشمال بسبب الحوثية، ونحن نقول لكم نعم لدينا وباء السلالية والإمامة في الشمال، إلا أن لديكم ماهو أسوا من ذلك، ألا وهو وباء المناطقية.  المناطقية التي كتفت الجنوب وقيدته وقزمته وقضت على فرص عديدة ليكون قِبلة الداخل والخارج . المناطقية بشقها العنيف المتمثل بالحراك الجنوبي وشقها الآخر الوسيم والممثل لها بحاح.

تعالوا نتجاوز تلك الصغائر ونكون بحجم اليمن الكبير.

راعو مشاعر أبناء الشمال؛ فهم يستحقوا شيء من الإحترام

والتقدير . أحترموا دماءنا التي تسفك بفعل حروب الحوثي العبثية. عتبي عليكم بتعمدكم إتهام الشمال كله بالحوثية وحرصكم في كل لقاءاتكم مع أخواننا في الخليج بترسيخ تلك الأكاذيب. عودوا قليلا الى الوراء ستجدوا أن كثير منكم كان سندا للحوثي منذ 2004 وحتى اليوم.

لا نطالبكم بالبقاء في الوحدة رغم حبنا وحرصنا عليها؛ فقط المطلوب إحترام مواقعكم الوظيفية التي تحمل اسم الوحدة. مسألة قناعاتكم بعودة دولة الجنوب شأن خاص بكم. رتبوا أموركم وأعبروا الى تلك القناعات بماتروه مناسباً لكم.

لأن لديه فقط وجه واحد وهدف واحد، رفض المناضل الجنوبي صلاح الشنفرة وزارة النقل نهاية العام الماضي، وبهذا أحترم نفسه وأحترم الشمال والشارع الجنوبي؛ فتعلموا منه.

دحباشي؛ حوثي؛ عفاشي، تُهم جاهزة للصقها على كل ماهو شمالي. تُهم جاهزة في جيوب معظم وزراء الشرعية وكثير ممن تم "توظيفهم" مؤخراً كسفراء للجمهورية اليمنية لدى دول العالم. تُهم جاهزة حتى ضد قادة الجيش والمقاومة من الشمال.

وللعلم حتى صالح والحوثي يظلوا أخوة لنا جميعاً وخلافنا معهم اليوم فقط على مشاربع السلالية والإمامة وحروبهم العبثية، كماهي معركتنا اليوم مع مشروع المناطقية في الجنوب.

دعونا نستعيد الدولة ومن ثم لكم الخيار في شكلها.

 دعونا نحترم الدماء الزكية ونعالج جرحانا ونطعم جائعنا وننقذ طلابنا في الخارج من التشرد والضياع. ركزوا جهودكم لإعادة بناء مؤسسات الدولة  في المناطق المحررة بدلاً عن حكم مليشيات مسلحة وفرق مختلفة ومتناحرة. لنوفر رواتب العاملين في الدولة. لنكبر بمستوى الوطن وأهله.

شيئ مؤسف أن نظل ندور حول هذه المسائل الصغيرة في لحظات الوطن يمر بوضع كارثي ماحق.!!