عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

التوظيف السياسي للإرهاب في اليمن

2016-08-30 الساعة 19:59



مُحزن ومؤلم أن توظف العمليات الإرهابية في اليمن ضد الخصوم وينتهي بعدها الفيلم. 
بعد كل عملية إرهابية تقع في اليمن؛ نجد أن الكل قد سارع بإتهام خصومه بالعملية؛ ويتم تجاهل الفاعل؛ ويضيع حق الضحايا. 
الدولة تسارع إلى توظيف ذلك بعزل الخصوم وتعيين الحلفاء. والآخرون يسارعون بتوجيه السهام الجاهزة تجاه الخصوم، وهكذا.
 
مثلاً، بعد كل عملية إرهابية تحدث في الجنوب؛ نجد أن غاية معظم أخواننا الجنوبيين؛ تصب في إثبات أن الفاعل شمالي؛ وحتى وإن ثبت أنه من الجنوب؛ نجدهم يجدّون في إثبات أن ذلك الفاعل مدعوم أو متأثر بالشمال؛ وإن عجزوا؛ سيقولون أن المجرم كان مُغرم بأكل السلته الشمالية.  وبذلك يضيع حق الضحية في القصاص. وتضيع على الجميع فرصة تّتبُع منهج وأفكار ومعتقد المجرم. وجهة الدعم والتمويل.
كل العمليات الإرهابية تنتهي بعاصفة من الإتهامات للخصوم؛ حتى تأتي عملية أرهابية جديدة؛ ويبدأ الفيلم من جديد. 
الواجب على الجميع الوقوف بجدية أمام تلك الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، وبعيداً عن التوظيف السياسي لها. وسيساعدنا في ذلك، أن الإنتحاريين معروفين لدى الجميع ومعروف ميولهم ومدارسهم الفكرية.
لا يكون الهدف تحميل الشمال أو حتى صالح أو الحوثي بتلك الجرائم، أو إتهام محافظ عدن ومدير أمنها بالتقصير.
المشكلة يا أخواني  أبعد وأعمق مما نتصور.
يجب إن نعترف أن الحرب التي تشهدها البلاد هي حرب على السلطة ليس إلا. 
تفخيخ الأجساد وتفجيرها في أجساد الأبرياء من الفقراء والمساكين، مسألة مختلفة تماماً؛ تقف خلفها دول عظمى ( ممكن إيران) وأجهزة إستخبارية معقدة.
أو يمكن إن المدارس الدينية المتشددة الموجودة في اليمن وخارجها؛ قد ساهمت في خلق جيلاً من القتلة، بدون أن تعي بذلك...
ندعونا نختلف في كل شيء؛ إلا في توظيف دماء الأبرياء لغايات سياسية رخيصة.
 كرة الثلج تكبر شيء فشيئا؛ والجميع غارق في الصراع على السلطة الفقيرة" في اليمن.
 غداً لن يكون هناك شعب لتحكموه، ولا سلطة لتمارسوها، ولا مال، لتأخذوه نظير خدماتكم في خدمة السلطة.
دمتم بسلام

* دبلوماسي يمني