أ.د أيوب الحمادي

أ.د أيوب الحمادي

بعد ٦ سنوات من انتهاء المشروع!!!!!

2016-08-28 الساعة 16:21

 

السرطان سببه طفرة تحصل في سلسلة الحمض النووي الموجودة في الخلايا, التي تحتوي على الاوامر المعدة لخلايا الجسم بموجبها تحدد كيفية الانقسام و النمو. حدوث الطفرة يعود الى ان خلايا الجسم تميل الى احداث تغييرات في حمضها النووي لكن كونها سليمة يجعلها قادرة على السيطرة على التغييرات الحاصلة. فاذا لم تستطيع السيطرة على التغييرات فان ذلك يقود الى الانحرافات, التي غير قابلة للتصحيح، مما يؤدي الى نمو هذه الخلايا و تحولها الى خلايا سرطانية او ان الخلايا تعيش اكثر من حياتها الاعتيادي مما يراكمها. فتمرد الخلايا اي انقلاب الخلايا على النظام القائم هو السرطان كتعريف يؤدي ذلك الى نمو غير طبيعي للخلايا تنقسم بدون رقابة و يمكنها اختراق الانسجة السليمة و تدميرها و ايضا الانتشار في جميع انحاء الجسم. و انت يمكن ان تساهم في مساعدة الخلايا على التمرد من دون ان تشعر عن طريق التدخين و القات و التغذية السيئة و المواد الكيميائية في الزراعة و الاغذية و عدم العناية الصحية و غيرها. و برغم ان هذا المرض احد الاسباب الرئيسية للوفاة لكن احتمالات الشفاء في تحسن بفضل التقدم في اساليب الكشف المبكر عن السرطان و طرق العلاج و لكنها مكلفة جدا للعالم الثالث. فطرق العلاج تستخدم أنواع مختلفة للتشخيص كأجهزة التصوير و التوجيه على سبيل المثال في العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان, و التي تنقسم الى قسمين من المعالجة.

فهناك معالجة الإشعاعية الشافية, و التي يعني ان المريض قابل للمعالجة بشكل كامل و ذلك في ضوء المعلومات المتاحة عن المرض, و التي يمكن ربطها مع المعالجة الكيميائية أو حتى مع الاستئصال الجذري عن طريق الجراحة. وهناك ايضا الحالات المستعصية, و التي لا يمكن القضاء على الورم بشكل كامل عن طريق المعالجة الإشعاعية و انما الهدف يكون تخفيف المعاناة و تحسين نوعية الحياة عند المريض في بقية ايامه. لذا تختلف عدد الجرع المعطاة و فترة المعالجة و تختلف في كل مرة مواضع المريض و حركته أيضاً.

فتحديد المواضع الصحيحة و قابلة تكرار المواضع المصابة من المرضى في آلة العلاج و كذلك رصد و مراقبة الموقف الصحيح أثناء العلاج و المطالب الهامة لاسيما و المريض يكون في غرفة الاشعاع لوحده هي المشكلة, التي وصلت لنا لاسيما و الامكانيات لجمع المعلومات عن مواضع و حركة الأجهزة الداخلية للجسم و العظام أثناء العلاج تكون محدودة و تقتضي وقت و اعادة تموضع المريض بناء على ارشادات الطبيب او الفني. لذا فقد كان الحل لنا الاعتماد على اجهزة الاستشعار البصرية الخارجية, التي طورناها اي على الصور الإلكترونية من خلال إبراز الاجزاء الداخلية لجسم المريض على شاشة الفلورسنت باستخدام شعاع الطاقة العالية في العلاج, و التي تستخدم عادة من قبل الأطباء للتحقق من شكل و مكان شعاع العلاج اعتماد على علم التشريح حق الانسان.

في عملنا قبل سنوات وضعنا انظمة الاستشعار البصرية 3D فوق المريض و تم تثبيتها في نظام جهاز العلاج للتغلب على هذه المشكلة. بوسطتها تم التحقق من الموضع الصحيح للمريض من خلال مقارنة البيانات للجسم و حركته في 3D , و التي تم الحصول عليها خلال التشعيع مع مطابقة ذلك مع سطح الجسم المستخرجة من بيانات CT أو مع تلك, التي أنتجت في وقت مبكر عن طريق جهاز استشعار السطح 3D في جهاز المحاكاة. استطعنا عن طريق أجهزة الاستشعار كشف الحركة للمريض في الاتجاه الرأسي او الاتجاهات المختلفة, التي كانت من المستحيل. و برغم ان الموضوع مهم للبحث توقفت عن العمل كمجموعة بهذه المشاريع لان الصناعات الطبية العملاقة مثل زمينس الالمانية اسرع منا في التطوير و ايجاد حلول اي لا يمكن المنافسة هنا. لكن مايسعدني هو ان نظامنا لازال في قسم السرطان, و الذي يمكن نشره الان بعد مرور ٦ سنوات من انتهاء المشروع كفيديو يوثق عملنا في ٣ سنوات في هذا المجال.!!!!!

 

* منشور في صفحة الكاتب يوم 22 ابريل 2016م