محمود ياسين

محمود ياسين

عندما أتذكر ما قاله عديم الشرف "محمد ناصر"!

2016-06-12 الساعة 05:10

 كلما مرت بي صورة وزير الدفاع الذي قال انه يقف على مسافة واحد من الاطراف وانه لا دخل له في الامر ، اتذكر الفول السيئ من مصانع باجل واتذكر ايضا الاصابع الرقيقة لكل الخونة التاريخيين ، ينتابني حس بمرارة متأخرة ازاء مجموعة من الرجال الذين افلتوا بدون عقاب 
واسأل : كيف سمحنا له ان يفعل بنا ما فعل وقد فعله بشكل علني ، انه النموذج الغرائبي من خيانة معلنة لم يكن عليه اثنائها التحرك في الظلام 
لقد غدر بنا والشمس بكبد السماء وباعنا مقابل ما لم نعرفه للان لكنه لن يكون غير النقود وخبث وميراث لؤم . 
انه يتجول الان في العواصم ، هكذا خالي البال مثل سائح من الدرجة الاولى لا يلاحقه حتى ضمير انتبه متأخرا ، اظنه يبحث عن مكان في شرعية المنفى ووظيفة جديدة لخيانة اضافية ذلك انه لا يكاد يتذكر انه كان قائد الجيش اثناء سقوط العاصمة ، 
الغدر بنا وخيانتنا تشبه عمليات صيد الدببة التي تجرح وتعلق في الشرك ويتم اطلاقها لاصطيادها مجددا .
هناك اناس من نوعية محمد ناصر ، لا شيئ يلاحقهم ويمضون الايام بمزايا الإثم الذي ربما نصت عليه فقرة من دستور تم نسيانه هو الاخر في حمى سقوط كل شيئ ، المدن والنصوص الدستورية والاخلاق . 
صادفته مرة بعد انصرافه للحياة المدنية متنعما بأمان الوجود بين اناس فقدوا القدرة حتى على الاحتقار ، لم اتعرف اليه الا وقد صافحته ، كان ساهما ربما يفكر في كل شيئ وبمزاج اي كائن الا مزاج القائد العسكري 
وقفت امام مرآة بباب الحمام ورحت احدق في ملامح رجل مسترخ في الداخل ووجهه يتماوج امامي على مرآة دنيا مخذولة بهذا النوع من البشر ، والان افكر كيف لو انني اصادفه ثانية واعاقبه برفض مصافحته ، ذلك ما تبقى لليمني الذي تم تجريده من كل شيئ ، تاركا له هذا الشكل من العقاب الشخصي المتأخر . 
غالبا ما تبقى الاحتدامات لعاثري الحظ بعد فوات الاوان ،
يتجولون في الخراب أسفين لكل الذي كان عليهم فعله، بينما يتجول الخونة بين الفترينات والمصارف مستلذين بثمن ما فعلوه . 
غالبا ما يجنح الخونة لاحقا للتبرير وايجاد عذر ولو سخيف ، او ينتحر الشريف منهم اذا استيقظ شرفه .
محمد ناصر ليس بحاجة حتى لتفسير ومغالطة ، ولا يخطر له الانتحار ، ذلك انه متخفف اذ لا ادانة اخلاقية جماعية تلاحقه ليبرر ولا شرف داخله لينتحر .