د. مروان الغفوري

د. مروان الغفوري

بالراحة على "أبو العباس" ياشباب!

2016-03-27 الساعة 19:58

 

خلاص، نسيتم إن الراجل وجماعته 12 شهر وهم في الجبهات، وكل يوم قتلى وجرحى، وانتم جالسين تكتبوا بوستات ولما تتحمسوا تعملوا شير.

نسيتم لما كنتم تكتبوا إن أكثر الجبهات شراسة وقوة وأمن هي جبهة السلفيين؟
نسيتم شهور ورا شهور، والحكومة تهرب والشريف من الجيش يدور فيزا للسعودية وتعز 90% كان لسه نايم، والحوثيين يتبرطعوا بالطول والعرض
ومفيش حد قال لهم لا غير شوية مئات، منهم جماعة أبو العباس؟
نسيتم شهور طويلة من محاولة الحرس الجمهوري اجتياح تعز عن طريق جبهة عصيفرة
وكل صباح نسمع صدتهم مجموعة أبو العباس؟
نسيتم الشير والصور لجماعة أبو العباس وهم يحرروا مربعات تعز، والشاب السلفي اللي يتكلم إنجليزي وعملتم منه أخيليس؟ ومدائح الثناء والعرفان في السلفيين حق تعز اللي ساعة النزال وقفوا مع شباب المقاومة؟
نسيتم العرص محمد أنعم وهو يوقع على وثيقة الشرف الحوثية، وكيف كنتم تهاجمهوه: أنت مش سلفي، لو سلفي خليك مثل أبو العباس؟ أبو العباس يحمي بيوت تعز، كن مثل أبو العباس؟

بالمناسبة..
سلفيو تعز خاضة معركة شريفة، مثل سلفيي عدن. قدموا فيها أرواحهم وبذلوا فيها آلام وحزن وعويل
وكان بإمكانهم يختاروا طريق السلامة.

واللي قادوا الحرب كانوا من اللي قهرهم الحوثي في دماج 
دماج، اللعنة التي ألحقت بنا كلنا.

وإحنا كلنا كنا نتفرج عليهم. طردهم الحوثي في شاحنات صغيرة هم وأهاليهم في منظر مخزي لنا كلنا، بعد ما قال لهم هادي إن أميركا بتقصفكم بالطائرات.

يومتها عجزنا عن فعل أي شيء ليمنيين افترسهم الطاعون الحوثي. ساعة خروجهم من دماج كنا قد صرنا كلنا بلا شرف. وكان الناشطون يكتبون عن بشر انعزلوا في جبل لقراءة الكتب الدينية مع أهاليهم: إرهابيون.

عبثنا بدالة الإرهاب وجعلناها بلا معنى لأننا استخدمناها بلا مقاييس.

وكلنا لا نزال نتذكر أن تلة دماج وقرية دماج كانت التلة الوحيدة اللي قالت للحوثي لا، بعد ما ركع له خولات الجيش، وكان هادي يحرضه عليهم، وصالح يزوده بالمدفعية والمنظمات الحقوقية والتقارير الصحفية تكتب عن الضحايا: إرهابيون.

كان منظر نزوح السلفيين تحت نظر الجميع في اليمن هو المنظر الأكثر خزياً، فقدنا معه إحساسنا بالعدالة وبوحود الدولة، ولم يقف بعده الحوثيون إلا في معاشيق!

ورغم ذلك، عاد السلفيون إلى المواجهة وأثبتوا أنهم شجعان وبواسل، وأوفياء لقيمهم، وأنهم قوم لا يمكنك أن تخضعهم برغبتك ولا بقوتك، وأنها مستعدون لقول لا، حتى وهم في جبل في دماج أمام أقذر عصابة في تاريخ اليمنيين..

أكتب هذه الكلمات وأنا أعلم جيدا أن السلفيين، لمجرد ظنون في التأويل، لم يرقبوا في إلاً ولا ذمة في السابق، ولن يفعلوا غداً. لكن من الأفضل أن نجري ترايياج، أو فصل، لكل عناصر المشهد عشان نعرف نستبين درجات المجتمع المحافظ ونفهم إمكانية التسامح والعيش المشترك، وعند أي درجة يمكننا أن نطلق التحذير. التحذير شيء آخر غير الدعوة للاستئصال. السلفيون ممكن أن يكونوا ثراء لأي مجتمع، ومع الأيام سيندمجون بشكل أفضل، وليس حزب الرشاد سوى حالة من حالات النضج السياسي للسلفية التي كانت توزع مطلع التسعينات: سبعون مفسدة من مفاسد الديموقراطية.

من الممكن الإستفادة من السلفية في مواجهة وعزل الجماعات الإرهابية. فالمسافة بين السلفية المدرسية، سلفية بن عثيمين، والسلفية الجهادية، سلفية بن لادن واسعة.
إنها المسافة بين من يمجد الخضوع التام للدولة، للحاكم، والخروج الكامل عليها.
إذا تجاهلنا الفوارق العظيمة تلك، معتبرين السلفية شيئاً واحدا
فلن ننجح في السعي نحو مجتمع أكثر استقراراً.

لكن.. 
الحماقات التي ارتكبتها جماعة أبو العباس مؤخراً لا بد من إحالتها للمجلس العسكري في تعز. 
أبدي كل تعاطفي مع الصحفيين الذين تعرضوا للإذلال على يد جماعة أبو العباس في تعز. لقد قاموا بأفعال تتطلب اعتذارا سريعاً وتحقيقاً. 
مسألة النيل من نضالات السلفيين والحديث عنهم كوباء أمر آخر.
من المتوقع أن يتماسك الإنسان العاقل في كل المواقف،وأن يحافظ على مقدرته على الفصل بين التحديات الصغيرة والكبيرة، وبين الخطر قصير المدى والخطر بعيد المدى. تداولتم بالأمس صورة "زريق"، المقاوم الشجاع القادم من شبوة إلى عدن، ومن عدن إلى تعز. كان شاباً سلفياً، وكان سلفيو عدن هم الذين استقبلوا المخلافي وحشدوا له دعما، بعد أن رفض هادي التعامل معه، وتركه يلف السبع لفات مثل صقور الغابة.

أكتب هذا عن جماعة أبو العباس السلفية وأنا أعلم يقيناً أني آخر شخص من الممكن أن تثني عليه جماعة أبو العباس أو 
تكون صديقة له.

نهاركم سعيد

م. غ.